المساء اليوم - أ. فلاح: قبل بضعة أيام أثار الصحفي الإسباني، ألبرت ليسان، موجة واسعة من الجدل، حين وجه رسالة مباشرة إلى نجم برشلونة لامين جمال، وقال له إن اختياره اللعب لمنتخب إسبانيا عوض المغرب كان غلطة قاتلة. وقال ليسان، موجها كلامه مباشرة للشاب لامين ”لقد أخطأت يا جمال.. بعد فوز المغرب بمونديال الشباب، تأكدت أنك اتخذت القرار الخاطئ. هنا في إسبانيا لن يقدّرك أحد، ولو اخترت المغرب لكان بلدٌ بأكمله يهتف باسمك ويدعمك في كل لحظة”. وأضاف ”والدك كان يريدك أن تمثل المغرب، لكن والدتك وألبرت لوكي أقنعاك باللعب لإسبانيا. ظننا أن الإسبان سيقدرونك، لكن لم يحدث ذلك. لم يقدّروا رودري رغم تتويجه، ولن يقدّروك أنت، لأنهم ببساطة لا يرون فيك سوى مهاجر”. وختم ليسان قائلاً “حتى لو منحتهم كأس العالم، لن يسمحوا لك بالفوز بالكرة الذهبية. سيهاجمك الإعلام وسيحاول تدمير صورتك لأنك لست منهم. يؤلمني أن أقول هذا يا جمال، لكنك أخطأت، والمغرب كان سيكون موطنك الحقيقي”. غير أن كلام الصحفي الإسباني يبدو بدوره موضع نقاش، لأن المغاربة الذين حاولوا مرارا استمالة لامين إلى صفوف المنتخب، يحسون اليوم بأنهم محظوظون لأن هذا الولد قرر في النهاية اختيار إسبانيا. ومنذ أن بدأ نجم لامين جمال بالبزوغ، فإنه اختار أن يكون من صنف النجوم العابرة التي تنطفئ بمجرد أن تنطلق، وقرر أن يجلب الأضواء لنفسه خارج الملعب أكثر مما يفعل داخل المستطيل الأخضر، في سلوك يدل على أنه شاب نزق. والمثير أن لامين جمال بدأ بالتشبه بوالده في أشياء كثيرة، خصوصا في التصريحات النارية وغير المحسوبة واختلاق مشاكل بلا معنى. وإذا كان والد لامين جمال لن يخسر شيئا بحماقاته في الشارع، فإن الوضع مختلف تماما بالنسبة للامين جمال، الذي تُحسب كل كلمة يقولها، خصوصا وأنه صار واحدا من ألمع نجوم الكرة العالمية في سن مبكرة جدا. وتقول الصحافة الدولية إن لامين جمال اختار، في النهاية، أن يلعب بفمه وليس بقدمه، وأن مصيره سيشبه كثيرا مصير اللاعب البرازيلي نيمار، الذي انطفأ حتى قبل أن يسطع. وقبل وبعد مباراة الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة، تبين أن لامين جمال لعب بفمه أكثر مما لعب برجله، وأطلق تصريحات صبيانية قبل وبعد المباراة، وهذه واحدة من علامات الانطفاء السريع، مع أن الجميع كان يتمنى أن يبزغ نجم عالمي من أصول مغربية وينافس على الكرة الذهبية لسنوات طويلة مقبلة، رغم اختياره اللعب للمنتخب الإسباني، لكن يبدو أن صاحب الثمانية عشر عاما يشكل أكبر عدو لنفسه. لكن، من حسن حظ المغرب أن هذا الولد الصغير، والأحمق أيضا، اتخذ قرارا باختيار المنتخب الإسباني، وهذا ربح كبير للمغرب، لأنه في حالة اختياره المغرب فكان سيخلق الكثير من التوترات ويسمم الأوضاع ويحول المنتخب إلى فوضى. في النهاية نقول هنيئا للمنتخبات المغربية المترعة بلاعبين نجوم ومتميزين بسلوكات حضارية رائعة، وهنيئا للمنتخب الإسباني بحماقات لامين جمال.