لهذا السبب انسحب “مُول الصبّاط” غاضبا من حفل اختتام المهرجان الوطني للفيلم بطنجة

المساء اليوم – طنجة:

 

تسبب سوء في التقدير، خلال حفل اختتام المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، في حرج بالغ لمنير ليموري، عمدة المدينة، الذي يحمل “لقبا فخريا” وهو “مُول الصبّاط”.

 

وخلال حفل الاختتام، السبت، كان “مُول الصبّاط” يجلس في المقاعد الأمامية للحفل، على غرار مدعوين آخرين، وبدا خلال فعاليات الملتقى أن صبره ينفذ، وكأنه في انتظار شيء ما، قد يحدث وقد لا يحدث.

 

وفي لحظة تسليم الجائزة الكبرى للمهرجان، بدأ مول الصباط يعد نفسه للصعود للمنصة، وسوّى بذلته الأنيقة استعدادا لذلك، قبل أن يُصدم بالمناداة على رئيس المركز السينمائي، محمد رضا بنجلون، لتسليم الجائزة للفيلم الفائز بالجائزة الكبرى للمهرجان.

 

وبدت الصدمة واضحة على “الإسكافي”، وهو لقب آخر يحمله العمدة، الذي غادر قاعة قصر الفنون غاضبا، وسط استغراب الحاضرين، وكيف يمكن لعمدة مدينة أن يكون على هذه الدرجة من الجهل بطقوس مهرجان سينمائي شهير.

 

مول الصباط الذي حضر فقط جلستي الافتتاح والاختتام، كان ينتظر أن يُنادى عليه في اللحظة الأخيرة للصعود إلى المنصة والمشاركة في تسليم الجائزة الكبرى، رغم أن تقاليد المهرجان راسخة منذ سنوات طويلة، وتنص على أن هذه الجائزة تسلم عادة من طرف وزير الثقافة أو والي الجهة، وفي حال غيابهما يتولى ذلك مدير المركز السينمائي المغربي بصفته الرسمية.

 

لكن يبدو أن ما أغضب العمدة لم يكن فقط تجاهلاً بروتوكولياً، بل خيبة أمل شخصية، إذ لم يكن اسمه وارداً ضمن برنامج التتويج، أي أنه لم يكن ضمن الذين سيصعدون المنصة في كل الأحوال، رغم أنه كان في كامل أناقته، وشوهد مرارا وهو يتأمل حذاءه ويرتب ربطة عنقه استعدادا لصعود المنصة في أي وقت.

 

وعلق حاضرون على انسحاب “الإسكافي” من حفل اختتام المهرجان الوطني للفيلم بأنه جهل عميق بتقاليد السينما، وهوس شخصي بالظهور في أي وقت، ومحاولة لاستغلال الحدث انتخابيا والترويج لحزب “الأصالة والمعاصرة”.

 

المشهد الذي تداوله عدد من الحاضرين داخل القاعة لم يمر مرور الكرام، بل أثار موجة من التعليقات الساخرة التي رأت في تصرف العمدة نوعاً من “العطش المزمن للظهور” في محافل ثقافية ليست من صميم اختصاصه، خصوصاً أن المتتبعين يعرفون أن المهرجان له تقاليده ومساطره الواضحة، وأن لحظة تسليم الجائزة الكبرى لم تكن يوماً مجالاً للتفاوض أو المجاملة، حتى لو كان الأمر يتعلق بشخصية شهيرة، فبالأحرى بشخص لا يعرفه أغلب سكان المدينة التي هو “عمدة” عليها..!

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )