المساء اليوم - ح. اعديل: يتعرف المغاربة على ملامح الجفاف بين ظهرانيهم حين تتم الدعوة إلى صلاة الاستسقاء، لكن إلى حدود اليوم، لم تتم هذه الصلاة، وهو ما يعني أن المغاربة لا زالوا يتوسمون خيرا فيما بقي من أيام الشتاء. لكن يبدو أن الواقع يعلو ولا يعلى عليه. فالأمطار منحبسة منذ أسابيع في عز موسم التساقطات، وأغلب السدود نزلت مستوياتها إلى درجات دنيا، والفلاحون يعيشون قلقا متزايدا، ومؤخرا صدرت قرارات، في بعض المدن، من أجل اتخاذ احتياطات صارمة في الاقتصاد في الماء. رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، كان على رأس القلقين من احتباس الأمطار، وتحدث عن آثار سلبية لذلك على مختلف القطاعات. وفي مراكش، أصدر والي المدينة قرارات تقضي بمنع ملء المسابح الخاصة والعامة وضرورة ترشيد استهلاك المياه في الوحدات الفلاحية والصناعية والعمل على تدوير المياه وتجنب التبذير في الري وغير ذلك من الإجراءات. ومن الأكيد أن قرارت ولاية مراكش سيتم تعميمها قريبا على باقي مناطق المغرب، لأن الوضعية الحالية لا تبعث على كثير من التفاؤل. وعلى الرغم من أن الأمل لا يزال حاضرا في أمكانية إنقاذ الموسم الفلاحي، إلا أن الحكومة صارت مطالبة بمكاشفة المغاربة، رسميا، حول الواقع الحقيقي الناتج عن انحباس الأمطار، واتخاذ إجراءات صارمة لتقنين استعمال المياه، ولو بشكل مؤقت، في انتظار ما ستجود به السماء في مقبل الايام.