تفاصيل اختراق هاتف مذيعة “الجزيرة” غادة عويس.. اختراق بـ”بيغاسوس” والمتورط أمير سعودي

المساء اليوم – متابعة:

كشفت صحيفة (Die Zeit) الألمانية تفاصيل عملية تجسس تعرضت لها المذيعة بقناة (الجزيرة) غادة عويس وتبين أن أميراً سعوديا هو المتورط بهذه العملية، باستخدام برنامج التجسس الإسرائيلي (بيغاسوس).

وقالت الصحيفة إن “عويس” تعرضت لعملية تجسس عبر برنامج (بيغاسوس) الإسرائيلي الذي يبلغ ثمنه مئات آلاف الدولارات، وتبين أن أميرا سعوديا هو المتورط بهذه الجريمة، وتم استهداف الهاتف المحمول للصحفية اللبنانية في 15 أبريل 2020، من خلال رسالة على واتساب من مرسل مجهول في المغرب، ما أدى إلى تعطل نظام الهاتف، ليتبين لاحقا أن السبب هو بالفعل برنامج تجسس”.

وتعرف عويس بسجالاتها الكثيرة مع مسؤولين وأمراء سعوديين خصوصا في الفترة التي أقدمت فيها السعودية على حصار قطر عام 2017، وأشارت (Die Zeit) إلى أن “المخترقين تمكنوا من سرقة ما لا يقل عن 43.32 ميغابايت من البيانات الشخصية على الهاتف، ليتم بعد ذلك نشر صور شخصية خاصة لغادة عويس على الإنترنت، لتصبح ضحية تشهير”.

وأكدت الصحيفة أنها تمكنت من الاستماع إلى تسجيلات لمحادثات داخلية للمشاركين في قضية التجسس على غادة عويس، بالإضافة إلى صور وتحويلات مالية وتذاكر طيران، تشير إلى تورط أمير من العائلة الملكية السعودية في القضية، “ما يوحي بأن هدف الهجوم كان محاولة إسكات عويس كوجه بارز لقناة الجزيرة بسبب انتقادها للسعودية”.

وقالت (Die Zeit) إنه تم وضع خطة استهداف هاتف غادة ونشر صورها على مأدبة عشاء في فندق “تاج دبي” الفاخر، في يوم سبت بأواخر أبريل 2019، وكانت الخطة تتضمن نشر صور عويس، التي ستسرق من هاتفها المخترق، في جميع أنحاء العالم من خلال شبكة من مؤيدي ومؤيدات السعودية في الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى.

وذكرت الصحيفة أنها توصلت إلى هذه المعلومات من خلال محادثة هاتفية بين امرأتين أميركيتين شاركتا في العملية. وبحسب الصحيفة، فإن إحدى المرأتين واسمها “شارون كولينز”، قالت في محادثة هاتفية إن الأمير سطام بن خالد آل سعود هو الذي دفع الأموال للذين اخترقوا هاتف عويس.

وأشارت الصحيفة إلى أن كولينز، التي تعيش في فلوريدا وتعمل محللة في شركة عقارات، تؤيد “ترامب والسعودية وسبق لها أن زارت السعودية والتقت سعود القحطاني، مستشار ولي عهد السعودية محمد بن سلمان.

وكشفت الصحيفة أن لديها إيصالات لخدمة تحويل الأموال “باي بال” (PayPal)، قيمة كل منها 2500 دولار، تلقتها كولينز شهرياً لفترة، مقابل تطوير شبكة في أمريكا لتقديم السعودية كدولة ذات رؤية في الخليج وتشويه سمعة عويس.

وبعد 4 أيام من اختراق هاتف غادة، أي في 19 أبريل 2020، نشر حساب لمجهول على “تويتر” عدة صور لـ”غادة” مع أصدقاء لها وهي تدخن وتشرب الكحول، لتبدأ حسابات موالية للسعودية على “تويتر” بنشر الصور.

وفي الثاني من يونيو 2020 نشر الحساب نفسه مقطع فيديو لها وهي بالبكيني في حوض للسباحة، ومن بين من نشر تلك الصور كانت شارون كولينز، فقد كتبت على حسابها أن غادة “باعت نفسها لإرهابيين لتحصل على قصة (صحفية)”.

أما “غادة عويس” فقالت لـ(Die Zeit) إنها مرت بفترة من “التعذيب النفسي” بعد نشر الصور، مشيرة إلى أن تداعيات قرصنة هاتفها كانت تفوق أي شيء واجهته من قبل، مضيفة “كانوا يريدون إهانتي وإذلالي، حتى يومنا هذا، أفكر في جمال خاشقجي، هل أكون أنا التالية؟”.

لكن يبدو أن ما لم تكن تتوقعه كولينز هو أن تلجأ “غادة” للقضاء الأميركي، فقد كتبت عن واقعة قرصنة هاتفها في صحيفة (واشنطن بوست) قبل أن تستعين بمكتب للمحاماة في ميامي لتقديم دعوى ضد المشاركين، وتشمل القائمة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والمقرب منه “سعود القحطاني والأمير سطام بن خالد آل سعود، بالإضافة إلى كولينز وأميركيين آخرين.

وكشفت الصحيفة الألمانية أن كولينز تحدثت هاتفياً مع الأمير سطام آل سعود قبل عدة أسابيع لتكشف انزعاجها من الدعوى التي رفعتها غادة ضدها، ومبدية خشيتها من سحب السلطات حق حضانة طفلها إذا تمت إدانتها، لكن الأمير، بحسب الصحيفة، حاول تهدئتها بالقول، “ليس لديهم أي دليل على اختراق هاتفها (غادة عويس) أو أي شيء من هذا الهراء! ليس لديهم أي شيء!”.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )