(Bloomberg): المغرب يبحث استغلال أنبوب “المغرب العربي”.. إطلاق صفقات لاستيراد الغاز المسال عبر إسبانيا

المساء اليوم – متابعة:

تسعى المملكة المغربية لاستيراد الغاز المسال عبر خط أنابيب، (المغرب العربي) الذي يمر عبر ترابها واستُخدم سابقاً في ضخ الغاز الجزائري نحو إسبانيا، وكانت الرباط تأخذ احتياجاتها من الغاز من الخط الجزائري، مقابل مروره على ترابها، لكن وبعد قرار الجزائر إيقاف هذا الأنبوب وقطعها علاقاتها مع الرباط، يحاول المغرب الان إعادة الاستفادة من هذا الأنبوب لنقل الغاز إليها.

ووفق وكالة (Bloomberg) الأميركية، فإن المغرب، “ونظرا لأنه ليس لديه أي محطات للتعامل مع الغاز الطبيعي المُسال، فإنه يريد إرسال شحنات لإسبانيا، حيث يمكن إعادة تحويلها إلى غاز مسال ثم نقلها بالأنابيب عبر البحر الأبيض المتوسط إلى المغرب مجددا”.

وعرفت أسعار الغاز عبر الأنابيب والغاز الطبيعي المسال في أوروبا ارتفاعا العام الماضي وسط أزمة في المعروض وتزايد التوتر مع روسيا بشأن أوكرانيا. ومع ذلك، فإن إسبانيا، التي تمتلك ما يقرب من ثلث قدرة إعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال الأوروبية إلى غاز، ليس لديها سوى خط أنابيب صغير يربطها ببقية القارة.

كما أن محطات الاستيراد الخاصة بها غير مستغلة بالكامل، مما يعني أنها قد تكون لديها القدرة على استيعاب الوقود المغربي وتحويله إلى غاز، قبل نقله إلى المغرب مرة ثانية. وزيرة انتقال الطاقة والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، قال لـ(Bloomberg) إن المغرب دعا مجموعة مختارة من تجار الغاز الطبيعي المسال لتقديم عروض للحصول على عقود في بداية يناير.

وأوضحت بنعلي للوكالة، “قلنا لهم: يمكنكم التسليم في أسرع وقت ممكن، إما في فبراير أو مارس، في هذا الميناء في دولة مجاورة (إسبانيا) ويمكننا نقله إلى المغرب”، مضيفة أن بإمكانهم إرسال شحنات مباشرة إلى المغرب بمجرد أن يكون لديه محطة عائمة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، وسيكون أولها في ميناء المحمدية.

فيما قالت وزارة التحول البيئي الإسبانية، التي تشرف على سياسة الطاقة، إن المغرب سيكون قادرًا على استخدام محطات الغاز الطبيعي المسال الإسبانية، موضحة في بيان لـ(Bloomberg) أن “طلب المغرب المساعدة لضمان أمن طاقته على أساس العلاقات التجارية، واستجابت إسبانيا بشكل إيجابي للطلب”.

وسيكون المغرب قادرًا على الحصول على الغاز الطبيعي المسال في الأسواق الدولية، وتفريغه في مصنع إعادة التحويل في إسبانيا واستخدام خط أنابيب الغاز المغاربي لإرساله إلى أراضيه.

وبينما لا تزال إسبانيا قادرة على الحصول على الوقود الجزائري من خط منفصل يعرف باسم “ميدغاز” وعبر سفن الغاز الطبيعي المسال، ويواجه المغرب الآن احتمال حدوث نقص، ولكي تمضي هذه الخطة قُدماً، حسب الوكالة الأميركية، فإن “شركة (Enagas) الإسبانية المشغلة للشبكات ستحتاج إلى الموافقة على اتفاقية ربط مع المغرب، لكن هذه الشركة، التي تمتلك الحكومة الإسبانية فيها 5%، رفضت التعليق على الموضوع، وفق بلومبيرغ.

ويستهلك المغرب نحو مليار متر مكعب من الغاز كل عام، وقبل توقيف الجزائر لخطها، تم توفير حوالي 60%-80% من الاحتياجات عبر خط الأنابيب الجزائري إلى محطتين مغربيتين لتوليد الكهرباء.

وقالت بنعلي إنه في حين واردات الغاز الطبيعي المسال ستكون أغلى من الغاز الجزائري عبر الأنابيب، إلاَّ أن الدولة سهرت على تعزيز مصادرها من الطاقة المتجددة اعتبارًا من عام 2020، حيث لديها طاقة رياح أكثر من أي دولة أخرى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفقًا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )