زيادة التوتر بين المغرب والجزائر يُهدد بتعميق أزمة الغاز بأوروبا

المساء اليوم – متابعة:

يرى المراقبون الأوروبيون أن الخلاف الدبلوماسي بين الجزائر والمغرب لا يصب في مصلحة أوروبا في الظرفية الراهنة، وفي ظل المساعي الأوروبية للرفع من تدفقات الغاز الجزائري نحو بلدانها، خاصة بعدما أعربت الجزائر عن الرفع من إمداداتها من الغاز السائل لفائدة كل من إسبانيا وإيطاليا”.

“زيادة التوتر بين البلدين وتوجههما نحو التسلح العسكري وإجراء التداريب العسكرية، يُهدد بوقوع حرب بين البلدين، وفي حالة وقوعها، فإن أزمة الغاز في أوروبا يُتوقع أن تتعمق بشكل كبير جدا”، حسب تقرير لصحيفة “El Español” الإسبانية. ومن أبرز العوائق العديدة التي تقف في وجه زيادة الاعتماد على الجزائر، هي أن “الأنبوبين اللذين يربطان الجزائر بكل من إسبانيا وإيطاليا تبقى قدراتهما لنقل الغاز محدودة إلى حدود الساعة”، وبالتالي فإنه سيكون على الجزائر إرسال الغاز إلى أوروبا عبر السفن، وهو ما يفرض تكاليف أخرى ووقتا أطول”.

إضافة إلى الأزمة الديبلوماسية القائمة بين الجزائر والرباط، والتي تسببت في إيقاف العمل بأنبوب الغاز “المغاربي الأوروبي” الذي ينطلق من الجزائر مرورا بالتراب المغربي وصولا إلى إسبانيا، والذي كان يُوفر كافة حاجيات إسبانيا من الغاز إلى جانب أنبوب “ميدغاز” المباشر.

فحسب الصحيفة، فإن توقف الإمدادات من أنبوب “المغاربي الأوروبي”، جعل إسبانيا تعتمد بشكل كلي على أنبوب “ميدغاز” الوحيد، ثم على الغاز المسال الذي يتم نقله على متن السفن من الجزائر، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار الغاز في إسبانيا، والرفع من التهديدات المستمرة باحتمالية وقوع أعطاب أو توقفات في إمدادات الغاز في ظل عدم وجود بدائل أخرى، في سياق بحث دول أوروبا حاليا عن بدائل للغاز الروسي من أجل زيادة الضغط على روسيا التي اجتاح جيشها الأراضي الأوكرانية.

وكانت الجزائر قد وجهت ما يشبه “التحذير” إلى إسبانيا من محاولة تزويد المغرب بأية “قطرة” من الغاز، وفق اتفاق مع الرباط كانت مدريد كشفت عنه، يقضي بتوفير إسبانيا حاجات المغرب من الغاز عن طريق نقله عبر الأنبوب المغاربي الأوروبي. وقال مسؤول إسباني لصحيفة (El Mundo)، “لقد حذرونا خلال المفاوضات بأنه لا يجب أن يصل جزء واحد من الغاز الجزائري المرسل إلى إسبانيا، للمغرب”، لافتاً أن الحكومة الإسبانية لا تمتلك نيّة إرسال الغاز الجزائري إلى الرباط، وموضحاً أن الجزائر تلقّت بقلق كبير خبر استيراد المغرب للغاز بطريقة عكسية من إسبانيا عن طريق الأنبوب الجزائري الأوروبي، الذي تخلت عنه الجزائر.

التحذير الجزائري جاء خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب، مع نائبة رئيس الحكومة الإسبانية تيريزا ريبيرا في 26 فبراير الماضي، لكن لم يتم الكشف عن فحواه، وشددت على أن مدريد تلقّت الرسالة وتفاعلت معها بشكل فوري، إذ أوقفت كل الخطط التي تم رسمها بعد طلب الرباط رسمياً مدّها بالغاز الطبيعي للخروج من أزمة الطاقة الخانقة التي تعانيها.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )