تجنب الجدل حول موقف سانشيز بخصوص الصحراء: فيخو زعميا جديدا للحزب الشعبي الإسباني

المساء اليوم – س. رملي:

 في خطابه الأول بعد توليه زعامة الحزب، تجنب الزعيم الجديد للحزب الشعبي اليميني الإسباني، ألبرتو فيخو، انتقاد غريمه بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية، حول موقفه المتعلق بالحكم الذاتي في الصحراء، وهو الموقف الذي كان قد لقي انتقادا من القيادة السابقة للحزب الشعبي.

وانتُخب ألبرتو نونيز فيخو (60 عاما) خلال مؤتمر استثنائي للحزب افتتح الجمعة في إشبيلية عاصمة إقليم الأندلس (جنوب)، وحصل على98.35% من إجمالي 2663 صوتا تم الإدلاء بها، وفق النتائج الرسمية.

ومع أن الحزب الشعبي كان ضمن الأحزاب الإسبانية التي طالبت سانشيز بالمثول أمام البرلمان بعد رسالته الشهيرة حول الصحراء الموجهة للملك محمد السادس، إلا أنه يرتقب أن يقود فيخو الحزب نحو مزيد من الاعتدال، ويؤكد سمعته كمعتدل حين قال في أول خطاب له بعد انتخابه إنه “يجب أن نُخرج السياسة الإسبانية من المواجهة… من الغلو الدائم”.

ويبدو وصول فيخو إلى رئاسة الحزب الشعبي خبرا جيدا بالنسبة لبيدرو سانشيز، الذي يواجه حاليا موجة من الانتقادات، خصوصا من جانب اليسار الراديكالي، بعد موقف حكومته حول الحكم الذاتي في الصحراء، وهو الموقف الذي شكل انعطافة حقيقية في الموقف الرسمي الإسباني بخصوص هذه القضية.

وصرح زعيم الحزب المعارض الجديد “كفى جدلا مصطنعا”، داعيا رفاقه إلى وقف “النقاشات العقيمة” و”مواجهة المشاكل الحقيقية”. وانتهت الأزمة الداخلية في الحزب بإعلان كاسادو الجمعة من إشبيلية اعتزاله الحياة السياسية بعد خلاف حاد مع رئيسة منطقة مدريد والنجمة الصاعدة للحزب إيزابيل دياز أيوسو.

وكان فيخو رئيسا لحكومة إقليم غاليسيا (شمال غرب البلاد)، وكان المرشح الوحيد لخلافة بابلو كاسادو (41 عاما) رئيس الحزب المنتهية ولايته، بعد فضيحة تورط تنصته على رئيسة حكومة مدريد المحلية.

ويرى “الحزب الشعبي” في فيخو الرجل الوحيد القادر على توحيد الحزب بعدما شهد واحدة من أخطر الأزمات الداخلية في تاريخه، وعلى هزم “الحزب الاشتراكي” برئاسة الوزراء بيدرو سانشيز في الانتخابات المقبلة المقرر إجراؤها في نهاية عام 2023.

ويترأس ألبرتو نونيز فيخو حكومة إقليم غاليسيا منذ 13 عاما، وفاز بأربعة انتخابات متتالية بالأغلبية المطلقة في معقله، وهو أداء نادر للغاية في إسبانيا جعله يحظى باحترام الجميع داخل حزبه المحافظ.

ويتعين عليه الآن محاولة تكرار هذه النجاحات على نطاق وطني لإعادة اليمين إلى السلطة بعد صدمة إطاحة ماريانو راخوي عام 2018 في البرلمان بعد تقديم رئيس الوزراء الاشتراكي الحالي بيدرو سانشيز اقتراح حجب ثقة اثر إدانة “الحزب الشعبي” في فضيحة فساد.

ولا يشك الحزب الشعبي في أن فيخو هو الرجل المناسب للمنصب وأنه سيكون قادرا على الاستفادة من الصعوبات التي تواجهها حكومة الأقلية بقيادة سانشيز، ولا سيما الاستياء الاجتماعي المتزايد بسبب التضخم القياسي الذي بلغ 10% في مارس وتفاقم نتيجة الحرب في أوكرانيا.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )