حكومة تبون تبحث عن متنفس لعزلتها الإقليمية عبر بوابة تونس

المساء اليوم – متابعة:

يسعى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، حسب مراقبين، للبحث عن متنفس لعزلته الإقليمية بعد القطيعة مع المغرب والتوتر الحاد مع فرنسا، من خلال “المبالغة في إظهار دعمه لتونس ولقرارات رئيسها قيس سعيد، فخطوة تبون لا تظهر اهتماما رسميا جزائريا بمساعدة تونس، بقدر ما هي منفذ للتنفيس عما يعانيه النظام الجزائري من أزمات داخلية وفي محيطه الإستراتيجي”.
فالرئيس الجزائري يعمل على، ما وصفه مراقبون، “إدامة أنفاس نظام متهالك سياسيا وشعبيا، من خلال تصدير أزمته الداخلية إلى الخارج، وافتعال الأزمات لتحميل الآخر مسؤولية العجز الداخلي، كما حصل مع قضية الحرائق التي كشفت تقارير وشهادات محلية أنها ناجمة عن محدودية الإمكانيات، لكن النظام الجزائري رماها على المغرب، مستجيرا بنظرية المؤامرة كما كان يعمل خلال فترة الحرب الباردة”.
التوجه الجزائري مؤخراً نحو تونس وليبيا، يُنظر إليه من طرف التونسيين والليبيين بلامبالاة، بسبب خبرتهم الطويلة مع الوعود الجزائرية، التي لم يتحقق منها أيّ شيء.
تبون وفي تصريحات لوسائل إعلام جزائرية قال إن “من يمسّ تونس يمسّ الجزائر، وأن الجزائر تقف إلى جانب تونس في مختلف الظروف، وأن زيارته المرتقبة ستكون بمعية نصف الطاقم الحكومي”، تصريحات تُوحى بأن الجزائر باتت تولي أهمية للعلاقة مع جارتها الشرقية، لأنها تمثل المنفذ الوحيد المتبقي لها، في ظل الأوضاع الأمنية والسياسية وحتى الدبلوماسية التي تعيشها دول الجوار، ففي ظل القطيعة الدبلوماسية مع المغرب، والوضع المتدهور في كل من مالي والنيجر، فضلا عن التوتر المستمر في ليبيا، لم يبق أمامها إلا البوابة الموريتانية وتونس.
ويبدو أن الجزائر التي فقدت أواصر الثقة في محيطها الجغرافي تريد إعطاء المزيد من الحرص للجزء المتبقي من عمقها الاستراتيجي في المنطقة تحسبا لأيّ تحولات خاصة ما قد تفرزه الانتخابات الليبية من تغييرات قد لا تكون في صالح الإسلاميين الذين تراهن عليهم الجزائر وتدعمهم في السر والعلن.
الزيارات المتعددة لوزير الخارجية رمطان لعمامرة لتونس تسعى للحفاظ على التوازنات الداخلية بما فيها موقع حركة النهضة ودورها في المشهد التونسي، كما أنها تتجه إلى غسل يديها من إرث علاقة راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة بالنظام السياسي في الجزائر، خاصة نظام الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة.
وفي هذا الصدد قالت مصادر جزائرية بأن السلطات في الجزائر رفضت في وقت سابق زيارة الغنوشي لأسباب غير معلنة، لكنها تصبّ في مسعى كسب ثقة قيس سعيد.
الرئيس الجزائري عمل على استعادة الوجوه القديمة للنظام، وخاصة من المؤسسة العسكرية، لأجل تقوية سلطته في مواجهة الغضب الشعبي، ويبدو أن هذه الوجوه القديمة تنتهج نفس “سياساتها البالية” مع محيطها الإستراتيجي دون إدراك أن العالم تغير والمنطقة كذلك.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )