اختلاسات الاتحاد المغربي للأبناك: هل ضاعت الأموال في القمار..أم توجد في أماكن آمنة..!؟

المساء اليوم – ح. اعديل:

معلومات “قطرة قطرة” التي تتسرب من ملف اختلاسات الفرع الجهوي للأبناك بتطوان، لا تفي بالمطلوب، وهناك فقط سيلا من المعلومات المتضاربة حول هذا الموضوع، وهي معلومات تتحول إلى شائعات لأن ليس من هناك ما يدعمها على المستوى الرسمي، حيث يغيب التواصل تماما بين الإدارة والمواطنين.

وباستثناء البيان اليتيم الذي خرج به الاتحاد المغربي للأبناء حول الموضوع عند تفجر الملف، والذي أكد فيه على ضمان حقوق المودعين، فإن التواصل غاب تماما بعد ذلك، وأصبحت وسائل الإعلام الجادة تجد صعوبة كبيرة في الحصول على المعلومة.

وكانت الفضيحة تفجرت قبل بضعة أسابيع، حيث تم اعتقال المدير الجهوي لفرع الاتحاد المغربي للأبناك، دنيال زيوزيو، ووجهت له تهم متعلقة بالاختلاس وخيانة الأمانة، وأودع مباشرة سجن “تامسنا” على ذمة التحقيق.

وتعتبر هذه القضية على قدر كبير من الخطورة، حيث تتحدث بعض المصادر عن كون المبلغ المنهوب يقارب 50 مليار سنتيم على مدى سنوات، حيث كان المتهم بالاختلاس، دنيال زيوزيو، يتسلم كميات كبيرة من الأموال من مودعين، ولا يقوم بإيداعها رسميا في حسابات البنك، ثم يقوم باستغلالها في أغراض تجارية خاصة به وبعدد من المقربين، بينهم أسماء بارزة بالمدينة.

وهناك احتمال كبير كون المتهم كان يقوم بغسيل الأموال بطريقته الخاصة، حيث كان يتسلم كميات كبيرة من الأموال غير معروفة المصدر، ويقوم إما باستغلالها شخصيا عبر شراء عقارات ومعاملات تجارية مختلفة، أو تسليمها لمقربين منه من أجل نفس الغرض، مقابل الحصول على فوائد شخصية مرتفعة لا علاقة لها بالبنك.

ووفق مصادر “المساء اليوم” فإن دنيال زيوزيو بنى جزءا كبيرا من ثروته عبر القروض الخاصة التي كان يتلقى عنها فوائد جد مرتفعة، وهو معروف بمدينة تطوان بأنه “كيسلف بالطالع”، حيث كان يمنح قروضا شخصية مقابل فوائد جد مرتفعة.

ولا يعرف حتى الآن إن كانت تلك “القروض الشخصية” لها علاقة بأموال البنك الذي كان يديره لمدة طويلة، ومن المحتمل أنه كان يأخذ كميات كبيرة من الأموال المودعة بالبنك ويعيد تدوريها لحسابه الخاص.

ومما ساهم في فداحة الاختلاسات هو أن الاتحاد المغربي للأبناك لم يكن يتوفر على تطبيق خاص بالزبناء يسمح لهم بالاطلاع الفوري على حساباتهم عن طريق هواتفهم المحمولة، مما جعلهم يعيشون في شبه قطيعة مع أموالهم المودعة بالبنك.

كما أن المتهم بالاختلاس، دانيال زيوزيو، سبق أن كان محط تحقيق قبل حوالي عام، وخرج من التحقيق كالشعرة من العجين، وهو ما جعله يعربد أكثر في نهب ودائع زبناء البنك.

والمثير أنه رغم التحقيق الذي خضع له زيوزيو، إلا أن ذلك لم يمنعه من الاستمرار في العمل السياسي، حيث كان، إلى حدود القبض عليه، نائبا لرئيس الجماعة الحضرية لتطوان، عن حزب الاستقلال، بعدما كان في السابق عضوا في حزب “العدالة والتنمية”.

كما أن زيوزيو كان يربط علاقات شخصية نافذة مع أسماء بارزة بالمدينة على الخصوص، ومن المحتمل أن تكشف التحقيقات عن طبيعة هذه العلاقات ومدى تورط أطراف أخرى بالمدينة في هذه الفضيحة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

كما يتحدث البعض عن إمكانية وجود تواطؤات من خارج الفرع الجهوي للاتحاد المغربي للأبناك، خصوصا وأن مقدار الأموال المنهوبة كبيرة جدا وتحتاج إلى أكثر من طرف.

وفي ظل هذا الغموض والتضارب، فإن هناك حديثا رائجا بقوة، وهو على قدر كبير من الخطورة، وهو أن زيوزيو كان مدمنا على القمار، وأنه من المحتمل جدا أن يكون فقد الملايير المنهوبة في لعب القمار، سواء في مجالس خاصة أو في كازينو “موفنبيك” بطنجة.

وتصف مصادر مطلعة هذا الموضوع بأنه أكثر خطورة من الاختلاس نفسه، والذي يهدف أساسا إلى تأكيد ضياع الأموال المنهوبة في لعب القمار، ودخول المودعين، بل والبنك نفسه، في حالة يأس من إمكانية استرجاع هذه الأموال.

وتقول مصادر “المساء اليوم” إن زيوزيو كان بالفعل يرتاد كازينو القمار “موفنبيك” بطنجة، غير أنه فعل ذلك بعد أن أحس بأن الحبل بدء يضيق حول عنقه، وأنه يريد من وراء ذلك تأكيد ضياع الأموال في عمليات القمار.

وتضيف هذه المصادر أن زيوزيو كان يدرك خطورة ولوجه الكازينو المزود بكاميرات في كل مكان، لكنه اعتبر ذلك لصالحه، وذلك لكي يقنع كل الجهات بأنه فقد كل شيء في القمار، في الوقت الذي يمكن أن تكون الأموال المنهوبة في أماكن آمنة.

ولا تستبعد هذه المصادر أن يكون زيوزيو قد قام بتهريب كميات كبيرة من الأموال إلى خارج البلاد، خصوصا عن طريق سبتة، أو إيداعها في أبناك أجنبية بأسماء أخرى.

 

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 2 )

  1. abdelmajid IDRISSI :

    طالما القضية معروضة على القضاء ؛ فليس من المفيد و لا من الصواب الإدلاء بالآراء ؛ و إن غدا لناظره قريب ….

    0
  2. المساء اليوم :

    السي الإدريسي.. يعني يستمر الناس في الحديث في المقاهي.. ويتوقف الإعلام عن الحديث في الموضوع

    0