شر البلية: في وقت متزامن.. وهبي وطوطو يهددان من ينتقدهما..!

المساء اليوم – ح. اعديل:

في صدفة سخيفة جدا، هدد وزير العدل والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عبد اللطيف وهبي، والرابور طه الفحصي، الملقب ب”طوطو غراندي” باللجوء إلى القضاء لمواجهة من ينتقدهما، لكن تهديداتهما جاءت في بيانين منفصلين طبعا، ولأسباب مختلفة كذلك.

وهبي، الأمين العام لحزب التراكتور، هدد باللجوء إلى القضاء لمواجهة كل من ينتقد حزبه خلال هذه الأيام العصيبة التي يجتازها حزب البام، حيث تورط عدد من قيادييه في فضائح الاتجار الدولي في المخدرات ويوجدون حاليا بالسجن.

أما المدعو طوطو فإنه هدد أيضا باللجوء إلى القضاء بسبب اتهامات وجهت له عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعلاقاته الغرامية المفترضة، ووصل الحد إلى اتهامه باغتصاب قاصر، وهو ما نفاه محامي طوطو جملة وتفصيلا.

ما يهمنا في كل هذا هو أن وهبي وطوطو لا علاقة لأحدهما بالآخر، فالأول وزير وأمين عام حزب، والثاني رابور مثل آلاف الرابورات الذين ينتشرون عبر مختلف مناطق البلاد.

لكن الحقيقة أن هؤلاء، وهبي وطوطو، يجمعهما أكثر من رابط، خصوصا خلال الفضيحة التي عرفتها الرباط وبطلها طه الفحصي، الذي أمسك بقارورة خمر فوق خشبة مهرجان تدعمه الدولة من جيوب الشعب المغربي، ودخن الحشيش أيضا، وتفوه بكلمات ساقطة، ثم أخذ كعكته من المال العام وغادر.

لكن الفضيحة الحقيقية هي التي اقترفها وزير العدل عبد اللطيف وهبي، حيث هاجم وقتها منتقدي طوطو، وطالب المغاربة بالاعتذار له، وأضاف أن لا أحد له الحق في انتقاد طوطو، لأنه فوق القانون، لكن وهبي قالها باللغة الهيروغليفية القديمة، وهي أن طبيعة المغنين والمحششين والسكارى تسمح لهم بما لا يمكن السماح به لغيرهم.

ولم يكتف وزير العدل الهمام بذلك، بل طالب المغاربة أيضا بالاعتذار لوزير الثقافة، مهدي بنسعيد، الذي مول سهرة طوطو من أموال المغاربة، وللإشارة فإن وهبي وبنسعيد يجمعهما حزب واحد هو “الأصالة والمعاصرة”.

مياه كثيرة مرت من تحت الجسر منذ ذلك الحادث المخجل، وها هو وهبي وطوطو يعودان في يوم واحد لمهاجمة وتهديد منتقديهما باللجوء إلى القضاء، وكأنهما يخيفان الجميع بالعبارة التقليدية “حنا عندنا لمعارف..!”.

مشكلة وهبي وحزبه أنه لم يستوعب بعد أنه يمارس السياسة ويجب أن يتقبل الانتقادات مهما كانت قوية، وإلا فليذهب إلى بيته لينام، أو ليعلن حل حزبه فيريح ويستريح.

أما المدعو طوطو فإنه محتاج لمن يفهمه أنه ليس فعلا فوق القانون كما قال وهبي، بل إنه إذا كان يعتبر نفسه فنانا ويسمح له القانون بما لا يسمح لغيره، فيجب أن يلجأ إلى أقرب مصحة نفسية، وعليه أن يفهم أيضا أن الشهرة سلاح ذو حدين، في حدها الأول قارورة خمر، وفي حدها الثاني لفافة حشيش.

عموما، نأسف لهذه المصادفة السيئة لهذا التهديد المتزامن بين وهبي وطوطو، فليس هناك الكثير مما يجمع الرجلين، ونرجو من الله أن يلطف بعباده في هذه الأيام العسيرة، حيث يقل الغيث ويكثر الحشيش، ونتمنى مخلصين ألا تكون الأيام المقبلة ثقيلة جدا من حيث المفاجآت الصعبة، التي تنذر بحمل الكثير من المتلاشيات إلى قاع البحر، كما يفعل أي فيضان أو طوفان.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )