مسرحية “السبايا”.. رسالة فنية وإنسانية تكشف خبايا وألم المرض النفسي

المساء اليوم – طنجة:

في تجربة مسرحية جريئة تنبش في المناطق المعتمة من النفس البشرية، تكشف فرقة “فيستي للمسرح المعاصر وفنون الفرجة” بمدينة طنجة، التابعة لجمعية “طنجوود للثقافة والفنون والعمل الاجتماعي”، عن عرضها ما قبل الأول لمسرحية “السبايا”.

وسيقدم العرض يوم السبت 5 يوليوز 2025، على الساعة الثامنة مساءً، على خشبة مسرح رياض السلطان بالقصبة بطنجة.

بعيدًا عن العروض النمطية، تأتي “السبايا” كعمل مسرحي مختلف في بنائه ورسالته، حيث يشكل مزيجًا فنيًا راقيًا من الدراما، الكوريغرافيا، والموسيقى، بإشراف شامل من الفنان والمخرج إلياس بوشري، الذي يوقع أيضا دراماتورجيا العمل وتصميم حركاته الراقصة.

تدور أحداث المسرحية حول امرأة واحدة، ممزقة داخليًا، تتقمصها ثلاث ممثلات مختلفات، هن: هند أفيلال، لبنى يوسف، وأميمة بنعياد، ويشاركهن الأداء منتصر امحيمد.

تجسد المسرحية صراعًا داخليًا مؤلمًا، حيث تلامس بطلتها حافة الانهيار، وتنفصل عن جسدها لتستعيد لحظات من حياتها المليئة بالخذلان، الصمت، والهشاشة. في هذا المشهد المعقد، تتحول الخشبة إلى مرآة للقلق المعاصر، ومعركة خفية بين الرغبة في البقاء وثقل الواقع.

على المستوى الفني، يرتكز العرض على توليفة سمعية وبصرية دقيقة، حيث تساهم الموسيقى والأغاني الأصلية التي ألفها محمد أمين أبشري، وغناها كل من فرح بيطار وسفيان ماز، في تعميق الأثر العاطفي للمسرحية. بينما ترسم الإضاءة التي صممتها بثينة الزراد أجواء درامية كثيفة، يتناغم معها ديكور أنجزه أحمد أمغار وأيوب أجياش، الذي تولى كذلك إدارة الخشبة.

أما الأزياء، فجاءت بتوقيع مريم بلال، بلغة بصرية تستنطق الألم والتمزق الداخلي للشخصيات. وتولى أيوب الشايب وحمزة الوكولي مهمة التواصل والترويج لهذا العمل.

“السبايا” ليست مجرد إنتاج مسرحي، بل هي رسالة فنية وإنسانية، تحاول أن تزيل الغبار عن موضوع لا يزال محاطًا بالكثير من الصمت في مجتمعاتنا: الصحة النفسية. تدعو المسرحية، من خلال لغتها الجمالية القوية، إلى الاعتراف بالمعاناة الداخلية وإلى اعتبار طلب الدعم النفسي موقفًا من الشجاعة لا الضعف.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )