المساء اليوم - هيأة التحرير: النقاش كان حادا جدا بعد صدور قرار تخفيض السن القانوني لاجتياز مباريات التعليم إلى 30 سنة فما تحت، وكثيرون طالبوا بالخروج إلى الشارع للتنديد بالقرار، وبالفعل شهدت عدد من المدن المغربية وقفات احتجاجية، وصدرت بيانات تنديد للعشرات من النقابات والأحزاب والهيآت المهنية وغيرها. ذلك يبدو طبيعيا بالنظر إلى قوة القرار وطبيعته المفاجئة والصادمة، فالقرارات الحكومية تصدر، مؤخرا، من دون سابق إنذار، وكأنها بطاطا رديئة تنزل إلى السوق في أول النهار، من شاء أن يشتريها فليفعل، ومن أراد غيرها فليبحث عنها. لكن، في ظل هذا الجدل حول مباريات التعليم، برزت فضيحة جديدة لسلسلة "الجنس مقابل النقاط"، وهذه المرة من كلية الحقوق بسطات، ومرة أخرى تفجرت الفضيحة بوثائق مكتوبة ومصورة، عبر محادثات فاحشة بين "أساتذة" جامعيين وبين "طالبات" جامعيات، مع شريط يصور ممارسة جنسية شاذة بين أستاذ وطالبته. وبالطبع، فإن الملف بين أيدي الجهات المختصة حاليا، ووحده القضاء سيقرر مدى براءة أو تورط المتابعين، لكن قبل ذلك، ظهرت الكثير من الفضائح المشابهة التي تكاد تتطابق في تفاصيلها، حتى من حيث إصرار الأساتذة الجامعيين المتورطين على تركيع طالباتهم بالطريقة نفسها في ممارسة الجنس. نحن لا ندق طبول التعميم، لكن الجميع يعرفون أن فضيحة سطات أو تطوان أو الدار البيضاء أو الجديدة أو مراكش أو غيرها من جامعات البلاد، كلها تشكل الجزء الظاهر من جبل الجليد، وأن القذارة المدفونة في جامعاتنا أقوى من أن نتحملها، ولو ظهرت كلها فجأة لطالب الكثيرون بإلغاء هذا التعليم الجامعي من أساسه، بعد أن صار جزء كبير منه ماخورا. ليس الجنس وحده ينخر الجامعات المغربية، بل المال يفعل الشيء نفسه، والشهادات الجامعية صارت مثل بضاعة معروضة في الأسواق، الإجازة لها سعر والماستر له سعر والدكتوراه لها سعر، وحتى لو كان الطالب حمارا بأذنين طويليتن فإنه في النهاية سيصبح حاملا لشهادة جامعية كبيرة إذا كان في جيبه ما يسمح بذلك. هذا واقع مر، لكن الذين غضبوا كثيرا بسبب قرار اجتياز المباريات في التعليم لم يأبهوا بما يجري في جامعاتنا، إنهم لا يدركون أن التعليم الجامعي في المغرب صار مصيبة عظمى، وأن الشهادات الجامعية لم تعد تساوي وزنها في ميزان سوق السمك، وأن الكثير جدا من الطلبة الجامعيين هم شبه جهلة، إن لم نقل أميين، ومع ذلك لا يتحرك المجتمع لإدانة هذا القرف العظيم وكأن ما يجري يقع في جامعات جزر الواقواق. نخاف أن يأتي يوم، وهو آت لا ريب فيه، حتى نرى طبيبات ومهندسات ومعلمات وخبيرات ومحاميات وغيرهن، يصلن إلى مناصبهن مباشرة من الفراش، وليس من تعليم جامعي حقيقي، لذلك لا يجب أن نشتكي يوما عندما تنهار عمارة بنتها مهندسة أمضت سنواتها الجامعية مركزة على تلبية نزوات أستاذها المريض بالكبت والحقارة، فكلنا شركاء في هذا الصمت المقزز.