المساء اليوم - ح. اعديّل: بعد أيام فقط على الرسائل المتشددة التي بعثت بها الحكومة الإسبانية نحو المغرب، دخل العاهل الإسباني، فليبي السادس، لأول مرة على خط الأزمة المغربية الإسبانية ودعا إلى "إعادة تحديد العلاقة بشكل مشترك للقرن الحادي والعشرين، على أعمدة أقوى وأكثر صلابة". وفي خطاب للعاهل الإسباني في استقبال عدد من السفراء الجدد المعتمدين بمدريد، دعا إلى إرساء علاقات ود جديدة مع المغرب لبدء السير معا لتجسيد علاقات أكثر متانة، وشدد على أن "كلا البلدين يجب أن يسيرا معا للبدء في تجسيد هذه العلاقة الجديدة"، مشددا على أن "الأمر يتعلق بإيجاد حلول للمشاكل التي تهم شعبينا". وأكد فليبي السادس على ما أسماه "الطبيعة الاستراتيجية للعلاقة مع المغرب بالنسبة لإسبانيا"، وأشار إلى أن كلا الحكومتين "اتفقتا على إعادة تحديد العلاقة بشكل مشترك للقرن الحادي والعشرين، على أعمدة أقوى وأكثر صلابة". وجاء خطاب الملك فليبي بضعة أيام على رسائل مشفرة وغير مشفرة، بعثت بها حكومة بيدرو سانشيز إلى الرباط، من بينها توشيح الوزيرة الإسبانية السابقة آرانتشا لايا بأرفع وسام في البلاد، لإعادة الاعتبار لها بعد إقالتها قبل أشهر بعد تحميلها المسؤولية في دخول زعيم البوليساريو إلى إسبانيا بهوية مزورة للعلاج من فيروس كورونا. كما لامت الحكومة الإسبانية المغرب على ما اعتبرته تساهلا منه في التعامل مع الهجرة السرية، وهو لوم يأتي بضعة أسابيع فقط على إشادة مدريد بالدور المغربي في لجم الهجرة السرية. وبعد ذلك جاء تصريح وزير الخارجية الإسباني بكون إسبانيا غير مستعجلة لتطبيع علاقاتها مع المغرب، ووجه رسالة ضمنية إلى الرباط من كون مدريد لن تغير موقفها بشأن قضية الصحراء. كما سبق أن أجرت إسبانيا مناورات عسكرية مشتركة مع الجزائر، وبعد ذلك أرسلت قطعا بحرية عسكرية إلى محيط الجزر الجعفرية، التي تحلتها إسبانيا في عرض البحر الأبيض المتوسط، على بعد عشرات الأمتار فقط من البر المغربي. يذكر أن خطاب العاهل الإسباني جاء لدى استقباله عددا من السفراء الجدد المعتمدين ببلاده، بحضور رئيس الحكومة بيدرو سانشيز ووزير خارجيته خوسي مانويل ألباريس، وهو ما اعتبره مراقبون "مجاملة" من نوع خاص من الملك الإسباني للمغرب، الذي يرفض حتى الآن إعادة السفيرة كريمة بنيعيش إلى مدريد بعد سحبها شهر ماي الماضي.