المساء اليوم: أعلنت صحيفة "صباح" التركية اليوم الخميس إعتقال المخابرات التركية 15 شخصاً جميعهم من جنسيات عربية، ضمن شبكة تابعة للموساد الإسرائيلي تعمل على الأراضي التركية. وبحسب الصحيفة، المقربة من "حزب العدالة والتنمية" الحاكم، فإن المخابرات التركية نجحت "وفي عملية معقدة استمرت لأكثر من عام، في اعتقال شبكة مكونة من 5 مجموعات تضم كل منها 3 أشخاص بإجمالي 15 شخصاً يعملون لصالح الموساد الإسرائيلي، حيث نجحت في اعتقالهم جميعاً في عملية وصفتها الصحيفة بأنها أكبر عملية استخبارية منذ تفكيك شبكة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول عام 2018". ولم تكشف الصحيفة هوية المعتقلين الـ15، واكتفت بنشر صور مظللة لثلاثة أشخاص منهم، وكتبت الأحرف الأولى من أسمائهم، حيث تطابقت صورة واسم أحد الأشخاص مع شاب فلسطيني أُعلن عن اختفائه في تركيا قبل عدة أسابيع مع مجموعة أخرى من 7 فلسطينيين أُعلن اختفاؤهم تباعاً خلال أيام قليلة ودارت شكوك واسعة حول توقيفهم من قبل جهات أمنية تركية. وجرى توقيف المعتقلين في عملية واسعة بعد عام كامل من التعقب وجمع المعلومات، حيث تبين أنهم التقوا ضباطا من المخابرات الإسرائيلية في عدد من الدول خارج تركيا من بينها كرواتيا وسويسرا ورومانيا وكينيا، وأن المخابرات الإسرائيلية سهلت لهم عبر السفارات الحصول على تأشيرات للوصول إلى تلك الدول ولقاء ضباط المخابرات لتبادل المعلومات والحصول على دفعات مالية، وجرى ذلك في عواصم أخرى وليس في إسرائيل لتجنب حصول شبهات حولهم. وتركز عمل شبكة "الموساد" في تركيا، حسب الصحيفة، على مراقبة التسهيلات والدعم الذي تقدمه الجهات التركية المختلفة للفلسطينيين في تركيا ومراقبة أنشطة الفلسطينيين المعادية لإسرائيل، بالإضافة إلى مراقبة الطلاب الأتراك والأجانب الذين يدرسون في مجالات حساسة ويتوقع أن يكون لديهم دور مهم في مجال الصناعات الدفاعية مستقبلا. ووُصف أحد المعتقلين بأنه مسؤول الشبكة، فيما اعتُبر آخر بأنه مسؤول عن توزيع الأموال على المتعاونين الآخرين باستخدام أساليب مخابراتية عبر حوالات مالية غير رسمية، بالإضافة إلى التأكد من استخدام الشبكة وسائل مخابراتية في تشفير ملفات المعلومات وتطبيقات للتواصل يصعب الوصول إليها ومراقبتها، وأنه جرى إرسال الملفات المعلوماتية بانتظام إلى مسؤولين بالموساد في دول أوروبية. كما قامت الشبكة بجمع معلومات حول الجمعيات والمؤسسات التي تنشط على الأراضي التركية، وأن التحقيقات أوصلت إلى تلقيهم أموالا من الموساد بطرق مختلفة منها شركات تحويل الأموال "ويسترن يونيون" و"موني غرام" بالإضافة إلى تلقيهم حوالات عن طريق العملات المشفرة “بتكوين” واستخدام مكاتب تحويل فرعية وغير رسمية. وأوضحت الصحيفة أن المخابرات التركية أجرت عملية تحقيق واسعة مع الموقوفين، وتعمل حالياً على توسيع التحقيق ليشمل أبعادا جديدة، كما أنه يجري إعداد لوائح اتهام موسعة ضدهم قبل نقل ملفهم إلى القضاء التركي.