المساء اليوم – متابعة: أكد وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، اليوم الخميس أن مدريد تتابع "بقلق الأحداث الأخيرة في الأزمة الدبلوماسية بين المغرب والجزائر"، بعد الاتهامات التي وجهتها الأخيرة للرباط بـ"اغتيال مواطنين جزائريين"، ونبرة التهديد والوعيد في بيانها الرئاسي. وتراقب دول الجوار وخاصة جنوب أوروبا مثل إسبانيا وفرنسا وإيطاليا تطورات الأزمة الدبلوماسية بين المغرب والجزائر، باهتمام بالغ وقلق كبير، لاسيما بعدما هددت الجزائر بالرد. وبهذا الصدد شدد ألباريس على أن إسبانيا ستعمل كل ما في وسعها من أجل تجنب أي تصعيد بين الشريكين الاستراتيجيين لإسبانيا، وقال إن مدريد بصدد جمع المعلومات حول الحادث الأخير، مضيفاً "نتابع بقلق أي شيء قد يؤثر على شريكين استراتيجيين ضروريين وأيضاً على استقرار وازدهار منطقة البحر الأبيض المتوسط، وهو ما تريده إسبانيا". وأشار وزير الخارجية الإسباني إلى أن حكومته تراقب الوضع عن كثب، وستكون في جميع الأوقات إلى جانب تفادي التصعيد بين المغرب والجزائر، وأنها ستعمل كل ما في جهدها حتى لا يحدث أي تصعيد. وكانت مصادر دبلوماسية إسبانية قد ذكرت في وقت سابق الخميس، أن مدريد تتفادى التعليق على الاتهامات الجزائرية للمغرب حتى تتحرى الحقائق، وأنها تمتنع في الوقت الراهن عن الإدلاء بتصريحات حول هذه التطورات السلبية، وتجد نفسها في موقف حرج للغاية. ولم تستبعد المصادر الدبلوماسية ذاتها مواجهة عسكرية بين المغرب والجزائر، لكنها رفضت الإدلاء بأي رأي حول قيام إسبانيا بمساعٍ أمام الاتحاد الأوروبي للتخفيض من التوتر. ويرى مراقبون أن إسبانيا وجدت نفسها في موقف حرج للغاية، بين طرفي الأزمة المغرب والجزائر، فمدريد سعت منذ اندلاع الأزمة للحفاظ على علاقات جيدة مع البلدين الجارين وحماية لمصالحها، إذ تُدرك مدريد أنه في حالة نشوب أي مواجهة بين الرباط والجزائر فإنها ستكون الدولة الأوروبية الأكثر تضررا.