بعد اختياره المنتخب المغربي: هكذا استفاد الزلزولي من “نكبة” الحدادي

 المساء اليوم – ح. اعْديّل:

كشفت مصادر إسبانية عن الساعات الحاسمة التي حددت موقف اللاعب المغربي في صفوف برشلونة، عبد الصمد الزلزولي، بشأن اختياره المصيري في اللعب لأحد المنتخبين، المغربي أو الإسباني، وهو الخيار الذي لن يمر من دون إثارة بعض الحزازات ضد اللاعب في إسبانيا.

وقالت صحيفة ماركا”، الأحد، إن اللاعب الزلزولي، بعد أن تلقى استدعاء من مدرب المنتخب المغربي، وحيد خليلوزيتش، للمشاركة في نهائيات كأس إفريقيا في الكامرون، التي ستبدأ في التاسع من يناير المقبل، مباشرة تلقى بعدها عرضا مغريا من الاتحاد الإسباني لكرة القدم، باللعب مع المنتخب الإسباني في “القريب العاجل”، من دون تحديد طبيعة كلمة “العاجل”.

ووفق الصحيفة الإسبانية فإن اللاعب المغربي كان مدركا أن اختياره اللعب للمنتخب المغربي سيثير حزازات إعلامية ضده، كما أن مدرب البارصا، تشابي هيرنانديث، لن يكون مرتاحا وهو يرى أحد أبرز لاعبيه الشباب يغادر نحو إفريقيا لكي يلعب رفقة منتخب قد يصل إلى المباراة النهائية لكأس إفريقيا، المقررة يوم 6 فبراير المقبل، وهو ما يعني غياب الزلزولي عن البارصا لأزيد من شهر.

من جهته اعترف مدرب المنتخب المغربي بالكفاءات المتميزة للاعب الزلزولي، وقال إنه اللاعب الذي يحتاجه المنتخب بقوة، لأنه قادر على صنع الفارق ويلعب في الجناحين وسريع جدا، مضيفا أن اللاعب كان متعجلا للعب مع المنتخب وهو يحس بالفخر لذلك.

ونقلت صحيفة “ماركا” عن خليلوزيتش قوله إنه سيتحدث لاحقا مع مسؤولي البارصا، من بينهم المدرب تشابي، وسيُفهمهم أسباب استدعاء الزلزولي للعب مع المنتخب المغربي، قائلا إن مسؤولي البارصا لا يستطيعون منع اللاعب من ذلك، وأضاف “سأضع مسؤولي البارصا في الصورة، وسأصل معهم إلى حل ودي مقبول من الجميع حول الزلزولي”.

ويبدو مستغربا كيف أن مدرب المنتخب المغربي يحاول الوصول إلى حل وسط مع مسؤولي البارصا بخصوص استدعاء الزلزولي للمنتخب المغربي، وهو ما تضمنه كل قوانين الفيفا، غير أن المدرب البوسني يدرك جيدا حجم “الضرر” الذي قد يتسبب فيه للاعب الشاب في حال نظر مسؤولو البارصا إلى هذا الاستدعاء كأنه خيانة لهم في وقت حرج جدا.

وتشير التوقعات إلى أن الحل الوسط الي يتحدث عنه خليلوزتش هو انضمام الزلزولي للمنتخب المغربي بعد نهائيات كأس إفريقيا، من أجل عدم المخاطرة بفقدان مكانه في البارصا، خصوصا في ظل المنافسة الشرسة بين لاعبي الفريق الكاتلاني، حيث يحاول كل لاعب أن يثبت أحقيته في مرحلة المدرب الجديد تشابي.

هكذا يبدو جليا أن الهالة الإعلامية التي أحاطت باستدعاء اللاعب الزلزولي للمنتخب المغربي، لا ترتبط فقط برغبة المنتخب الإسباني في ضمه إلى صفوفه لاحقا، بقدر ما ترتبط برغبة مدرب البارصا في الإبقاء على اللاعب إلى جانبه، خصوصا في الظروف الصعبة التي يجتازها الفريق الكاتلاني، والذي صار يعول على عدد متزايد من اللاعبين الشباب، في توقيت حرج جدا من تاريخ النادي، الذي يعاني هذا الموسم الأمرّين ويحتل وسط الترتيب، حيث فقط عمليا كل حظوظه في المنافسة على لقب الليغا.

وبالإضافة إلى المعطيات السابقة، فإن الزلزولي قد يكون استحضر تجربة اللاعب المغربي سابقا في صفوف البارصا، منير الحدادي، الذي سبق أن تلقى دعوة ملحة من المغاربة للعب في صفوف منتخبهم، غير أنه، فضل في آخر لحظة، اللعب للمنتخب الإسباني، الذي وجه له دعوة على عجل للعب في مباراة ودية ضد مقدونيا، ومن يومها لم يرتد الحدادي قميص المنتخب الإسباني، بل لم يحافظ على مكانه في البارصا، وغيّر قميصه في الليغا أكثر من مرة.

ويدرك الزلزولي أنه قد يكرر تجربة الحدادي في حال قرر اللعب للمنتخب الإسباني، حيث يبدو أن الهدف من استدعاء اللاعبين المغاربة للمنتخب الإسباني أو وعدهم بذلك، هو الإبقاء عليهم إلى جانب فرقهم، وليس اللعب للمنتخب، خصوصا في حال لعبهم في فرق قوية مثل البارصا.

ويبدو أن الزلزولي كان أذكى من الحدادي، لأنه يريد أن يدخل المنتخب المغربي من بابه الواسع، أو لعله يريد دخول قلوب المغاربة قبل دخول المنتخب، خصوصا وأنه فضل منتخب بلده الأصلي على منتخب أوربي بارز وفائز بكأس العالم ويُضرب له ألف حساب في كل المنافسات القارية والعالمية.

وعلى الرغم من أن الحدادي جاء إلى المنتخب المغربي، إلا أن ذلك حدث بشكل بارد ومتأخر جدا، وبعد أن فقد اللاعب الكثير من توهجه في الليغا، كما أنه غادر البارصا إلى أكثر من فريق، ويلعب اليوم احتياطيا في صفوف فريقه إشبيلية، وهو ما جعل الزلزولي يستوعب جميع أخطاء الحدادي، أو لعلها أخطاء من استشار معهم الحدادي قبل اتخاذ قراره الأول باللعب مع المنتخب الإسباني، فتحولت الأخطاء المتراكمة إلى “نكبة”، وهي نكبة لا يريد أن يكررها الزلزولي.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )