المساء اليوم: اعتبر حزب الاتحاد الاشتراكي، ما نشرته صحيفة (الغارديان) البريطانية، بشأن المعارض المهدي بن بركة، " تهجماً مرضياً على الشهيد وعائلته وحزبه"، ولم أنه لم يأتي بجديد، "بل إعادة تدوير لما نشرته (إكسبريس) الفرنسية سنة 2006". وكانت الصحيفة البريطانية، واستنادا إلى وثائق الحرب الباردة، قد نشررت تقريراً الأحد تُشير فيه أن بن بركة كان "عميلا للمخابرات التشيكوسلوفاكية". واستنكر الاتحاد الإشتراكي في افتتاحية بجريدته الرسمية اليوم الثلاثاء، ما جاء في (الغارديان)، وقال إن "ما نشرته (الإكسبريس) حينها وأعادت نشره (الغارديان) كان محط محاولات الهيئة القضائية التي تتابع قضية الشهيد بفرنسا، والتي خلصت بعد تدقيقها في حوالي 1500 وثيقة من وثائق أرشيف المخابرات التشيكوسلوفاكية إلى عدم اقتناعها بأن الشهيد كان مجندا لصالحها". وأضاف الحزب أن الهيئة القضائية "لم تجد أي مُستند يحمل آثار الشهيد (تسجيل صوتي له، كتاب بخط يده، توقيع له)، مما جعلها تستبعد كل هذه الادعاءات وتعتبرها غير جدية وغير مجدية"، مشدداً على أن علاقات الشهيد بنبركة المعلنة مع زعماء دول وقادة حركات تحرر عالمية هي أكبر من ذلك التقزيم الوارد في (الإكسبريس) و(الغادريان) وإن ما كان يمكن أن يجنيه من أموال ومكاسب شخصية لو كان طامعا في الجاه والسلطة والمال والنفوذ هو أكبر بكثير من تلك الأرقام الهزيلة، وكان يمكن أن يجنيها دون مخاطرة أو مجازفة". واعتبر الحزب، أنه بالرغم من أن تقرير "تحفظ عن نعت الشهيد بن بركة بالجاسوس، واعتبره جهة اتصال سرية، التي تعني الشخصيات التي يتم التواصل معها لتبادل الرؤى، ورغم أن ما نشر ليس فيه أي إشارة إلى أدوار مزعومة لعبها الشهيد ضد المغرب ومصالحه ونظامه، فإن ألسنة السوء لم تتورع خاشئة عن ترداد ما كان يقوله السفاح أوفقير في حق الشهيد"، وفق تعبير افتتاحية الحزب. الجدير بالذكر، أن (الغارديان) قالت في تقرير نشرته، الأحد 26 دجنبر، إن المعارض المغربي المهدي بن بركة، والذي قُتل بعد اختطافه يوم 29 أكتوبر عام 1965، فور وصوله إلى أحد المطاعم الواقعة في الضفة اليسرى لباريس كان جاسوساً. وكشفت الملفات المصنفة سرية سابقًا من براغ أن بن بركة، لم يكن لديه فقط علاقة وثيقة مع جهاز الأمن التشيكوسلوفاكي المخيف ( إس تي بي)، بل إنه تلقى منه مدفوعات كبيرة، نقدًا وعينيًا، وأنه "انتهازي كان يلعب لعبة خطيرة للغاية".