إسبانيا تُغرد خارج السرب الأوروبي.. سياسة مدريد تجاه الرباط مناورة ومتناقضة

المساء اليوم – متابعة:

اعتبر مراقبون دعوة الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير الملك محمد السادس إلى زيارة ألمانيا وإرساء شراكة جديدة بين البلدين، “خطوة تعكس إدراك برلين للمتغيرات في المنطقة وأيضاً الإجماع الأوروبي على تعزيز التعاون مع المغرب كشريك استراتيجي”.

وبحسب المراقبين فإن دولا أوروبية كفرنسا وألمانيا “تضعان في الحسبان الحاجة الأوروبية إلى دور الرباط في حلحلة ملفات الأمن والهجرة في ظل الأوضاع غير المستقرة في بقية بلدان شمال أفريقيا وصعوبة التوصّل معها إلى اتفاقيات قابلة للتنفيذ، ما يجعل المغرب الشريك الأساسي لأوروبا في شمال أفريقيا، فيما تظل إسبانيا وسياستها المُناورة وغير المقبولة “أشبه بمن يُغرد خارج السرب الأوروبي”.

ويبدو أن السياسة التي تنتهجها إسبانيا سيكون لها تداعيات على التنسيق المشترك في العديد من الملفات، حسب المراقبين، خاصة وأن المغرب سبق أن قال إنه لن يقوم مع الدول التي تتخذ مواقف غامضة إزاء صحرائه بأي خطوة اقتصادية أو تجارية”، مشيرين إلى أنه “من غير الواضح ما إذا كانت إسبانيا ستغير طريقة تعاطيها مع إصلاح العلاقات مع المغرب حيث تكتفي بالتصريحات الداعية إلى ذلك، لكنها تقوم بأنشطة من شأنها أن تزيد الفتور في العلاقات بين الطرفين على غرار دعم جبهة البوليساريو تحت ذرائع مختلفة”.

وآخر هذه المناورات، منح حكومة جزر الكناري 67 مليون درهم (7.2 مليون دولار) لـ”الجمعية الزراعية للصداقة مع الشعب الصحراوي” في خطوة من شأنها أن تفاقم غضب الرباط إزاء مدريد، وهو الأمر الذي فسرته أوساط إعلامية، بأنه “استمرار لسياسة التعنت التي تنتهجها مدريد إزاء إصلاح العلاقات مع الرباط، وهو ما يثير تساؤلات عن مصير هذه السياسة وتهيؤ حكومة بيدرو سانشيز لتغييرها”.

ويرى مراقبون أن إسبانيا مطالبة بتلافي الغموض والإشارات المتناقضة التي بصدد إرسالها والمتعلقة بترميم علاقتها مع المغرب، “خاصة وأن التحولات على المستوى الإقليمي والدولي تفرض على الحكومة الإسبانية تغيير طبيعة التعاطي مع الرباط كقوة صاعدة، بمقاربة براغماتية تحت معادلة رابح-رابح بعيدا عن اللهجة الاستعمارية التي ستعمق التنافر عبر استعمال ورقة الصحراء المغربية للابتزاز”.

وطالبت أوساط إسبانية حكومة سانشيز إلى التعجيل بإصلاح العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، والسير على خطى دول أخرى أعلنت دعم مقترح الرباط بمنح حكم ذاتي للصحراء، “وآخرها ألمانيا التي تستعد لإنهاء أزمة مماثلة عمرت لشهور”، موضحة أن الحكومة الإسبانية الحالية وقعت في عدة أخطاء “على غرار محاولة تسميم علاقات المغرب بالاتحاد الأوروبي، أو مشاركة معهد سيرفنتيس في تتويج الناشطة الصحراوية سلطانة خيا، التي تحارب المغرب بمدفع رشاش، بالإضافة إلى إخفاقات دبلوماسية كثيرة، مثل تجاهل المغرب في بداية ولاية سانشيز، أو تهريب إبراهيم غالي الذي حاول خداع كل العالم”.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )