دبلوماسي إسرائيلي: علينا بالحذر السياسي وتصريحات لبيد المؤيدة لمغربية الصحراء غدت عدوانية الجزائر ضدنا

المساء اليوم – متابعة:

رأى السفير الإسرائيلي السابق في مصر إسحق ليفانون أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين المؤيدة لمغربية الصحراء، قد تجر على تل أبيب “عدوانية الجزائر وتابعتها جبهة البوليساريو مما قد يُسبب الضرر”، مُطالباً مسؤولي بلده بالحذر، وقال “علينا أن نتصرف بالحذر السياسي الواجب، فتصريحات وزير الخارجية يائير لبيد، المؤيدة لمطالب المغرب على الصحراء، أدت إلى قطع العلاقات بين الجزائر والمغرب، وغدت عدوانية الجزائر في حديثها ضدنا”.

ففي مقال بصحيفة (معاريف) الإسرائيلية تحت عنوان “إلى قادة إسرائيل: لا تجعلوا إبراهيمية المغرب منبعاً للنزاعات”، قال ليفانون، “قيل الكثير عن العلاقة الخاصة بين المغرب وإسرائيل، فتاريخ العلاقات، السرية والعلنية، يشهد على ذلك، وزيارة كل من وزيرين كبيرين في السنة الأولى للاتفاق، وزير الخارجية، يئير لبيد الذي وصل لتدشين مقر السفارة في المغرب، ووزير الدفاع بني غانتس الذي وصل للتوقيع على اتفاقات ذات طابع أمني، تعززان هذه العلاقة الخاصة، كما يبدو أن لا قيود من البلدين على تطوير العلاقات الثنائية”.

وأضاف “لكن تصريحات لبيد المؤيدة لمطالب المغرب على الصحراء خلال زيارته للرباط، غدت عدوانية الجزائر في حديثها ضدنا، بعد سنوات امتنعت فيها عن ذلك، فنزاع الصحراء دام لسنين بين هاتين الدولتين، وتنظيم البوليساريو، المدعوم من الجزائر والآن من إيران، مُسلح جداً ويمكنه أن يُسبب الضرر، وبالتالي ليس من مصلحتنا أن نتدخل في هذه المسألة، سواء من قريب أو بعيد”.

ورأى السفير الإسرائيلي السابق أنه “بعد سنة من الاتفاق بين إسرائيل والمغرب على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين الدولتين وتطبيع العلاقات بينهما، فإن العلاقات تتطور بالوتيرة الصحيحة ومع المضامين المرغوب فيها”، مشيراً إلى أن أمور كثيرة تمت على مدى هذه السنة “وكلها تُشير إلى استعداد مغربي لتطبيع كامل مع إسرائيل، لكن رغم هذه الصورة المشجعة، علينا أن نتصرف بالحذر السياسي الواجب”.

وأضاف ليفانون “حسب منشورات أجنبية من القرن الماضي، فإن إسرائيل ساعدت المغرب في بناء ثلاثة أسوار من الرمال التي قلصت احتمالات البوليساريو للمس بالجنود المغاربة، ومنذئذ، تدفقت مياه كثيرة في النهر، ولم يحل النزاع بعد”، محذراً ممن قال إنهم (الإخوان المسلمين) في المغرب، إنهم “نشطاء تحت عين مفتوحة للملك، وليس سراً أن رئيس الوزراء السابق هناك، لم يكن مؤيداً متحمساً لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وبالتالي، فإن الحكمة الدبلوماسية تستوجب منا، أن نتحدث أقل وأن نبتعد عن النزاعات التي ليست لنا، وإلى جانب ذلك أن نضغط على الدواسة بهدف تثبيت العلاقات الثنائية بين الدولتين”.

وأكد ليفانون أن “وزن المغرب الاستراتيجي في منطقة المغرب العربي وزن كبير، فالرباط تؤثر بأفعالها على جيرانها، فعندما أقامنا معها علاقات دبلوماسية في التسعينيات، سارت تونس في أعقابها، وبعد ذلك موريتانيا”، فحسب الدبلوماسي الإسرائيلي السابق، فإن مَندوبيْ تونس وموريتانيا قالا له وقتها، إن بلديهما “معنيتان بالسير شوطاً أبعد من المغرب في العلاقات مع إسرائيل، وفي نهاية الأمر، قطع المغرب وتونس وموريتانيا علاقاتهم معنا بسبب الفلسطينيين”

واعتبر ليفانون أن وضع إسرائيل اليوم يختلف عن الأمس وقال، “الصورة اليوم مختلفة، فإسرائيل تحظى بمكانة رائدة في المنطقة، واتفاقات إبراهيم التي بات المغرب جزءاً منها، شقت طريقها إلى تطورات إيجابية أخرى، وفي نهاية السنة الأولى للاتفاق بيننا وبين المغرب، محظور علينا أن نبدو وكأن الطريق ضاقت علينا، إذ من الأفضل أن نُكيف أنفسنا مع الوتيرة المغربية لأن النتائج ستكون أقوى وأعمق، وإن خلق إطار هادئ لمحادثات استراتيجية سيسمح للمغرب بأن يلعب دوراً إقليمياً تفيد منه إسرائيل”.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )