المساء اليوم: وصف حزب (العدالة والتنمية) سنة 2021 التي تُشرف على الإنتهاء بعد أيام، بـ"الكئيبة"، ليس فقط بسبب تداعيات وباء كورونا، وإنما أيضا بسبب ما أسماه "هزيمة للمغرب في معركة الديمقراطية"، قائلاً إن "الانتخابات التي أجريت في المغرب ستظل تلاحقها عدة أسئلة، تمس سلامة نتائجها ومخرجاتها". في افتتاحية نشرها الموقع الرسمي لـ(العدالة والتنمية) تحت عنوان "سنة كئيبة"، اعتبر الحزب، السنة التي ستنتهي بعد أيام، "سنة انتخابية بامتياز، إذ لأول مرة في تاريخ المغرب تنظم فيه انتخابات برلمانية وجماعية وجهوية في يوم واحد ويتم تغيير يوم الاقتراع من يوم الجمعة إلى الأربعاء"، مشيراً إلى تغول "استعمال المال وشراء الذمم، والتضييق على المراقبين، والعبث باللوائح الانتخابية من خلال حملة ممنهجة للتشطيب على أسماء منتقاة أو إغراق بعض اللوائح بالأسماء المكررة وغيرها من الخروقات، التي يعضد بعضها بعضا في رسم صورة لا تسر الناظرين بخصوص ممارستنا الديمقراطية وكسبنا فيها، وهي صورة اعتقدنا مع دستور 2011 وما تلاه من محطات، أنها أصبحت من الماضي الذي دفناه بصفة نهائية وشاملة". ورأى (العدالة والتنمية)، "أن أكبر خيبة في السنة التي سنودعها هي هذا الانهزام الشنيع في معركة الديمقراطية، باعتبار الديمقراطية مدخلا أساسيا لكل تقدم يمكن أن يتحقق في أي مجال آخر، فعندما تحدث لنا حادثة سير في ديمقراطيتنا، فمعناه أننا سنصل متأخرين في بقية القطاعات والمجالات وقد لا نصل بالمرة"، مُحذراً من حالة الإحباط التي انطلق بها عهد التحالف الحكومي الجديد. لقد جرت العادة في بداية أي تجربة حكومية أن تكون الآمال في أعلى مستوياتها، حسب افتتاحية الحزب، وأن يكون التفاؤل والحماس متدفقا وبنسب عالية، "إلا أن هذه التجربة للأسف ومنذ بدايتها كانت مولدةً للإحباط، ومنميةً لحالات اللامبالاة والعزوف، فالسياسة بعد هزيمة الديمقراطية بذلك الشكل، وانتصار المال وتلبس المصالح بالسياسة، لم تعد تغر أحد، بل إنها تزيد من أزمة المشهد وتعمق جراحاته وانتكاساته". ولم يفوت الحزب الفرصة للتذكير بالتساؤلات المُتصلة بتعديل القوانين التنظيمية المتعلقة بالانتخابات، والتي قال إنها "تميزت بعودة نفَس نكوصي بإقرار قاسم انتخابي غريب، صوتت لصالحه فرق الأغلبية والمعارضة ما عدا العدالة والتنمية، الذي اصطف دفاعا عن الخيار الديمقراطي وعن الدستور"، حسب الحزب، مؤكداً أن هذا التعديل النكوصي "سيظل يثير أكثر من سؤال حول الجهة التي هندست ولأي غاية؟ وكيف استطاعت خلق هذا الحشد لصالح التعديل؟ وهو التعديل الذي يرجع المغرب خطوات إلى الوراء، ويؤشر على وجود مواقع ترافع عن الارتداد والنكوص وتعمل من أجله، وتتحين الفرص لغلق قوس الانتقال نحو الديمقراطي وتعليقه إلى أجل غير مسمى". كما شدد (العدالة والتنمية) على "أن الخيار الديمقراطي ليس ترفا في السياسة، أو فتحا بلاغيا يتشدق به الساسة بوجود مناسبة أو بعدم وجودها، الخيار الديمقراطي قدرٌ لا بد أن نسعى له وإليه بعقيدة راسخة، وبإرادات واضحة"، مضيفاً أنه بدون الخيار الديمقراطي "سنكرر تجارب الفشل الذي راكمناه ومنذ أمد بعيد، وإلى إشعار آخر سنطوي هذه السنة ونختم عليها وبإرادة، إنها سنة كئيبة والسلام".