المساء اليوم – متابعة: شبه المدير السابق لجهاز الاستخبارات الإسباني Jorge Dezcallar de Mazarredo عدم اعتراف العالم بضم روسيا لأوكرانيا بـ"الموقف الإسباني من ملف الصحراء المغربية"، في مقارنة غريبة للغاية، رأها مراقبون أنها تحمل خطابا موجها إلى المغرب"، بحكم الموقع الذي شغله Dezcallar سابقاً، وبحكم أن الرجل يُعبر بطريقة ما عن الرؤية السائدة حاليا في مدريد وهي عدم الاعتراف بـ"مغربية الصحراء مهما كان الضغط المغربي". وقال Dezcallar في مقال بصحيفة (Atalayar)، "مثلما لا تستطيع إسبانيا الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، بغض النظر عن مدى رغبتها في الحصول على علاقة مثالية مع الرباط، فلا يمكن للعالم أيضا أن يمنح أوكرانيا لروسيا أو السماح لها بتحويلها إلى دولة تابعة ذات سيادة محدودة". ورأى المسؤول الاستخبارتي السابق وأحد كبار الخبراء في العلاقات بين الرباط ومدريد، "أن روسيا لن تقنع بالوعود الحالية مثل عدم قبول المغرب بسياسة إسبانيا مهما كانت مثالية إذا لم تعترف بمغربية الصحراء". ولم يستبعد المسؤول الاستخبارتي السابق وقوع أي مفاجأة في الأزمة الروسية الأوكرانية، بما فيها الحرب. ويُعتبر Dezcallar من الخبراء الكبار في ملف العلاقات بين المغرب وإسبانيا، وسبق له أن شغل منصب سفير إسبانيا في الرباط ما بين 1997- 2001، ثم تولى إدارة المخابرات الخارجية الإسبانية التابعة لوزارة الدفاع ما بين 2001- 2004، ولاحقا سفيرا في الولايات المتحدة، ويُعد من أُطر الدولة العميقة، وتحظى محاضراته ومقالاته باهتمام كبير بسبب الموقع الذي شغله سابقا. وتشهد العلاقات بين المغرب وإسبانيا توترا وحالة من الجمود غير المسبوق، منذ ماي الماضي، وذلك بعد استقبال مدريد لزعيم "جبهة البوليساريو" إبراهيم غالي للعلاج من فيروس كورونا بهوية مزورة، وما ترتب عنها من سحب المغرب سفيرته من مدريد منذ ذلك الحين. وفي الوقت الذي توقع الكثيرون عودة العلاقات بين البلدين، بعد تصريحات متبادلة بين مسؤولين المغاربة والإسبان ومؤشرات تدل على بداية انجلاء طفيف للسحب القاتمة في سماء البلدين، عادت العلاقة بين الرباط ومدريد إلى نقطة الصفر مرة أخرى، في إشارة إلى أن وضعية الجمود هي عنوان الرئيسي في المرحلة الحالية.