قمة تجمع تبون والسيسيي والصُباح الثلاثاء.. الجزائر تسعى لكسر “عزلتها الخليجية” وترتيب أوراقها الإقليمية

المساء اليوم – متابعة:

كشفت مصادر دبلوماسية عن ترتيبات لعقد قمة ثلاثية، الثلاثاء، بين أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، والرئيسين الجزائري عبدالمجيد تبون، والمصري عبدالفتاح السيسي، بالعاصمة الكويت، وذلك بهدف “توفير الظروف السياسية الملائمة لعقد القمة العربية، وتشكيل توافق حول مسألة إعادة دمشق لمعقدها في الجامعة العربية”.

زيارة تبون للكويت تأتي في إطار المسعى الجزائري لكسر عزلة خليجية غير معلنة للجزائر ظهرت مؤشراتها في غياب الحماس لحضور القمة العربية التي لا يعرف إلى الآن موعد انعقادها، حيث أن أحد أسباب هذه العزلة الخليجية، هو “وقوف الدول الخليجية إلى جانب المغرب في التوتر الحاصل بينه وبين الجزائر التي بادرت إلى اتخاذ خطوات أحادية الجانب لم تعجب حلفاء تقليديين للرباط”.

زيارة تبون إلى العاصمة الكويتية هي الأولى من نوعها لرئيس جزائري إلى الكويت منذ 2008، وبالتزامن مع زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في اليوم ذاته.

وستكون زيارة الكويت، خامس محطة عربية منذ تولي تبون مقاليد الحكم نهاية 2019، بعد كل من السعودية وتونس ومصر وقطر، وتأتي عقب جولة عربية قادت وزير خارجيته رمطان لعمامرة إلى أبوظبي والرياض والدوحة والكويت والقاهرة.

وحسب المصادر الدبلوماسية فإن أجندة القمة العربية المقبلة، المقررة نهاية العام الجاري، ستكون محور مباحثات بين الزعماء الثلاثة، المتفقين على “عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية”، التي كشفت تقارير استخباراتية عن وجود خلافات عربية محتدمة حول التطبيع العربي مع سوريا، والتي كان من المرجح أن تشهد القمة المؤجلة عودتها رسميا إلى الجامعة العربية، بعد عقد من تعليق عضويتها.

كما رجح الدبلوماسيون الجزائريون أن تكون زيارة تبون إلى قطر مرتبطة أيضاَ بتحفظ الدوحة على عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، ما يعني أن انعقاد القمة الثلاثية في الكويت سيمهد لترتيبات قمة عربية شاملة وفق مقاربة جزائرية تتلاقى مع مقاربات عواصم عربية، بينها القاهرة والكويت، خصوصا فيما يتعلق بعودة سوريا لجامعة الدول العربية.

وكان نبأ عقد القمة الكويتية الجزائرية المصرية قد أكدته، أيضاً وسائل إعلامية كويتية، كصحيفة “الجريدة” التي قالت إن القمة الثلاثية “تأتي في خضم حراك دبلوماسي تقوده الكويت لإعادة ترتيب العلاقات بين الدول العربية”. وكانت الكويت استضافت، في يناير الماضي، اجتماعا تشاوريا لوزراء الخارجية العرب تحت عنوان “المصارحة والمكاشفة”.

وفي 15 فبراير الجاري، أعلن الرئيس الجزائري رسميا تأجيل القمة العربية التي كان من المقرر أن تستضيفها بلاده في نهاية مارس المقبل، إلى الربع الأخير من نهاية العام الجاري.

ويسود الدبلوماسية الجزائرية تخوف من أن يكون الحضور الخليجي في القمة بعد تأجيلها، من الدرجة الثانية، ما يعطي مشروعية لتقارير تتحدث عن عزلة الجزائر وضعف دبلوماسيتها بعد أن فقدت تأثيرها في دعم موقفها من قضية الصحراء التي حقق فيها المغرب مكاسب كثيرة في أوروبا والولايات والمتحدة وفي إفريقيا، “بما في ذلك داخل دائرة حلفاء الجزائر التقليديين”.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )