بعد تعيين السفراء: إسبانيا تُحصي خسائرها أمام لامبالاة المغرب

المساء اليوم – ح. اعديل:

لم تمر عملية تعيين سفراء مغاربة جدد في عدد من بلدان العالم، من دون رد من الجانب الإسباني، حيث يزداد قلق الحكومة الإسبانية من طول أمد الأزمة مع الرباط، التي بدأت منذ شهر أبريل الماضي.

وعين الملك محمد السادس مؤخرا، سفراء جدد في 36 دولة، بينما لا تزال السفارة المغربية في مدريد من دون سفير، بعد أن استدعت الحكومة المغربية سفيرتها هناك، كريمة بنيعيش، شهر أبريل الماضي، بعد الكشف عن دخول زعيم البوليساريو، إبراهيم غالي إلى البلاد بهوية مزورة، وبعلم السلطات الإسبانية، للاستشفاء من فيروس كورونا.

وقالت صحيفة “El Español”، إن عدم عودة السفيرة المغربية إلى مدريد، وأيضا عدم تعيين سفير جديد في إسبانيا خلال تعيين السفراء الجدد من طرف الملك محمد السادس، يشي بكون الأزمة بين مدريد والرباط لا تزال ممتدة في الزمن، مضيفة أن التفاؤل الذي برز مؤخرا بين مسؤولين مغاربة وإسبان، سرعان ما تلاشى بعد إصرار كل طرف على موقفه، فإسبانيا لم تتخذ خطوة جريئة في موضوع الصحراء، والمغرب بدا غير معني بإعادة سفيرته إلى مدريد، على الرغم من كل الكلام “الرومانسي” الذي جرى على لسان مسؤولين إسبان ومغاربة.

من جهتها قالت صحيفة “El Confidencial” إن إسبانيا توجد اليوم وحيدة أمام حلفائها الأوروبيين، ففي الوقت الذي تم فيه تعيين سفير مغربي جديد في فرنسا، وهو وزير المالية السابق محمد بنشعبون، فإن السلطات المغربية تبدو لامبالية بتعيين سفير جديد في مدريد أو عودة السفيرة بنيعيش.

وتضيف الصحيفة أن المغرب يبدو أقوى حاليا أمام إسبانيا بعد الموقف الألماني الجديد بخصوص قضية الصحراء، رغم أن الحكومة الألمانية الجديدة لم تغير موقفها جذريا بخصوص هذا الموضوع.

وترى مصادر دبلوماسية أن إسبانيا تبدو الخاسر الأكبر في ظل عودة المياه إلى مجاريها بين المغرب وألمانيا، بعد امتداح برلين لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء، واقتراب فرنسا أكثر من الموقف المغربي، ونمو العلاقات سريعا بين الرباط وتل أبيب، والاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، بحيث ستبقى إسبانيا وحيدة ومعزولة في حال عدم إقدامها على موقف جريء، يشبه الموقف الألماني على الأقل، من أجل إعادة وضع قطار العلاقات بين البلدين على سكته.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )