المساء اليوم - أصيلة: يبدو أن حزب "الأصالة والمعاصرة" في أصيلة يسير نحو اقتراف خطأ كارثي عبر احتمال دعمه للنائب الثاني للمجلس البلدي، ع. ك، الذي يطمح لرئاسة المجلس بعد رحيل الرئيس السابق محمد بنعيسى. وعلى بعد أيام قليلة فقط على وفاة وزير الخارجية الأسبق ورئيس المجلس البلدي لأصيلة، محمد بن عيسى، بدأت بوادر محاولة انقلابية بالمجلس البلدي، يقودها النائب الثاني للمجلس، والذي يوجد في قلب فضائح عقارية بالجملة. وبدا لافتا أنه، وحتى قبل أن يوارى جثمان بن عيسى الثرى، بدأ "ع. ك "حملة انتخابية من أجل الحصول على رئاسة المجلس، حين جمع توقيعات بعض الاعضاء بالطرق المعروفة، بل إنه اعد مكتبا افتراضيا لمجلس جماعة اصيلة وقدمه لحزب "الأصالة والمعاصرة"، وهو ما أثار استياء كبيرا بالمدينة . وكان رئيس المجلس البلدي الراحل قد ألغى كل التفويضات الممنوحة سابقا لنائبه الثاني، ورغم ذلك استمر هذا الأخير في طموحه الهستيري من اجل الظفر برئاسة جماعة أصيلة. التفويض الذي تم إلغاؤه كان قد صدر في قرار سابق لرئيس الجماعة تحت رقم 409، بتاريخ 4 أكتوبر 2021، حيث منح بن عيسى لنائبه الثاني صلاحيات واسعة في مجال التعمير، وهو ما يحتمل أنه تم توظيفه لاقتراف خروقات كبيرة. وتشمل الصلاحيات التي كانت ممنوحة لنائب بن عيسى التوقيع على رخص البناء للأشغال الصغرى والمساكن الفردية والاقتصادية، ورخص السكن، ورخص احتلال الملك الجماعي العام لأغراض البناء، بالإضافة إلى شهادات المطابقة والتسجيل والتسليم المؤقت والدائم. كما كان يشمل التفويض اتخاذ إجراءات مراقبة البنايات المهملة أو الآيلة للسقوط، وضبط ومتابعة مخالفات البناء المرخص والبناء العشوائي على المستويين الإداري والقضائي، فضلا عن الحضور في اجتماعات المركز الجهوي للاستثمار. غير أن أبرز ما في الموضوع هو أن ملفا ثقيلا يتعلق بخروقات النائب الثاني "ع. ك " يوجد حاليا على مكتب والي جهة طنجة، يونس التازي، والذي لم يحسم فيه حتى الآن، علما أن الراحل بن عيسى كان قد بعثه شخصيا للوالي بضعة أسابيع قبل وفاته. ويتساءل الرأي العام في أصيلة عن الأسباب التي جعلت الوالي التازي "يغمض العين" عن هذا الملف، وعما إذا كان ذلك مرتبطا بأولويات معينة، أم أن الملف "ضاع" بطريقة ما في دواليب ولاية طنجة. ولا يعرف، حتى الآن، موقف حزب "الأصالة والمعاصرة"، سواء موقف القيادة المركزية برئاسة فاطمة الزهراء المنصوري، أو القيادة الجهوية برئاسة عبد اللطيف الغلبزوري. ويبقى مستقبل أصيلة، هذه المدينة التي ملأت الدنيا وشغلت الناس بإشعاعها الثقافي والفكري على المستوى الوطني والعالمي، رهين بما ستؤول اليه الأمور في مجلسها البلدي. فالمدينة تظل استثنائية بكل المقاييس، وعلى الجهات المعنية أن تتدخل لحماية الإشعاع والصورة التي أعطتها للمغرب في كل أنحاء المعمور، حيث يعتبر سقوط أصيلة مثل سقوط أي حصن تاريخي عريق، مثل الكتبية أو حسان وغيرهما.