قناة مدي1تيفي: من أين جئت يا خيار؟!

المساء اليوم – ح. اعديل:

أن يجزم البعض بأن قناة “مدي1 تيفي” فاشلة، فهذا ما يمكن نقاشه، لكن أن يقول البعض إنها قناة ناجحة، فهذا كلام فارغ لا يقوله عاقل. وعموما فإن الحل الوسط هو القول إنها قناة مصرة على معاداة النجاح.

معاداة النجاح في هذه القناة ليس فقط مرتبطا بطبيعة برامجها واختياراتها التحريرية، بل أيضا بطبيعة هيكلتها الإدارية وبطبيعة الفوضى غير الخلاقة التي يعشقها مديرها العام، حسن خيار.

خيار هذا، الذي يتربع على كرسيين في وقت واحد، كرسي إذاعة مدي1 وكرسي قناتها التلفزيونية، يبدو أنه ذهب بعيدا في ممارسة هوايته الغريبة باستبعاد كل الكفاءات وتعويضها بوجوه جديدة تحتاج زمنا طويلا لكي تكتسب الكفاءة..!

ومنذ تأسيسها سنة 2006 اعتمادا على النجاح الكبير الذي حققته إذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية “مدي 1″، فإن القناة التلفزيونية لم تستطع الوصول حتى إلى ربع نجاح الإذاعة، ولاحقها الفشل لسنوات طويلة، وربما سيلاحقها إلى الأبد، والسبب هو كل هذه الفوضى في جعلها قناة من لا قناة له، وأصبح عدد الذين مروا منها أكثر من المشاركين في معركة واترلو..!

والمثير أن هذه القناة لم تستطع أن ترسم لنفسها خطا تحريريا واضحا طوال عمرها الذي يزيد عن العشرين عاما، فقد شاخت هذه القناة وهي لا تزال تبحث لنفسها عن مساحيق، لكن يجب الاعتراف أن المساحيق على وجوه مذيعاتها أكبر من تلك التي يستعملها مهرجو السيرك في الساحات العامة.

كثيرون أصيبوا بخيبة أمل بعدما كانوا يتوقعون أن تكون هذه القناة بمثابة قناة “الجزيرة” للمغرب، غير أن القناة تحولت فعلا إلى جزيرة نائية في محيط إعلامي لا يرحم الفاشلين، ولم تنفع معها كل محاولات الإنعاش، وظل مدراؤها يعتبرونها مثل رأس اليتيم حيث يتعلمون “الحسانة”.

كما أن الدماء الإعلامية الشابة التي يتم إلحاقها بالقناة بين الفينة والأخرى لم تستطع تقديم إضافات حقيقية، لأن مدي 1 تيفي تحتاج إلى ما هو أكثر من ذلك وهو الجرأة في رسم خط تحريري واضح وجريء، وليس مجرد قناة إضافية تستنزف المزيد من المال العام وترسم على الشاشة خطوطها التحريرية المتنافرة وتوظف المزيد من الوجوه بعد كل مكالمة.. ومع المزيد من وجوه “الكالا” يتم اقتراف الكثير من الأخطاء الكارثية التي تجعل هذه القناة محط سخرية العالم.

ومنذ بداية بثها سنة 2006، من طرف بيار كازالطا، جربت القناة كل أشكال “الخطوط التحريرية” المعمول بها، فجربت خط القناة الإخبارية والقناة الدرامية والقناة الترفيهية والقناة الرياضية والقناة المغربية والقناة المغاربية والقناة الإفريقية، ولم يبق لها سوى أن تصبح “قناة السويس”..!

كما أن القناة سقطت في أخطاء قاتلة وهي تقديم وجوه تلفزيونية ومحاولة تلميعها رغم أنف الكاميرا، وفي النهاية ضاعت الوجوه وضاعت القناة وضاعت الكاميرا وضاعت المهنية وضاع المشاهدون، لأن مجال الإعلام لم يكن مرتبطا يوما بنظرية “باك صاحبي” ولا بنظرية “الكليك”..!

ولا يبدو أن المدير العام للقناة، حسن خيار، يدرك جيدا الوضعية الموحلة للقناة، خصوصا مع الخطوات الغريبة التي تم اتخاذها عبر خلق نسخ موازية للقناة، مثل مدي 1 المغاربية ومدي 1 الإفريقية، وكأن المغرب العربي وإفريقيا كانت تعيش جفافا إعلاميا حتى جاءتها قناة خيار..!

والمثير أن محاولات إنقاذ القناة تجاوزت محاولات إنقاذ القناة الثانية “دوزيم”، وحتى المال الإماراتي لم يجد نفعا، فتم إلحاقها بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، فانطبق على الجميع مثال “الحريرة عانقت اللبن وتوجها معا لعبور النهر”..

وفي كل هذه اللخبطة الخرافية، يواصل خيار الاستغناء عن وجوه متمرسة وكفؤة، ومقابل الاستغناء عنها يعرض ميزانية القناة لثقوب جديدة، بل إنه لا يؤدي حتى التعويضات المحكوم بها لعدد من الصحافيين المفصولين.

وما عاشته قناة خيار مؤخرا بعد تعيين مدير جديد للأخبار دليل على أن السيد المدير العام في حاجة ماسة إلى مدير أكثر عمومية، فلا يعقل أن تستورد مديرا مبتدئا من فرنسا لكي تنكل بقدماء القناة، مع كل تجربتهم وكفاءتهم، ولا يمكن أن تأتي بمدير جديد للأخبار مثقل بكل هذه الرغبة في التنكيل بزملائه والتعريض بهم وإهانتهم شخصيا ومهنيا..!

في هذه القناة الكثير من “لا يمكن”.. لكن فخامة المدير خيار يحول اللاممكن إلى ممكن جدا، ويحول الصحافة الجدية إلى مجرد تهريج لمدير متصابي يأمر زملاءه بعبارات “انت وانت.. آجيو تبعوني”..!

بالله عليك يا خيار..  من أين أتيت بهذا المدير..؟ بل من أين جئت أنت أصلا إلى هذه المهنة..!؟

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )