عنتريات فارغة لجارتنا الشرقية..

المساء اليوم – هيأة التحرير:

هناك حكمة قديمة تقول “عدو عاقل خير من صديق جاهل”، ويمكن تحوير هذه الحكمة قليلا لكي تصبح “عدو عاقل خير من جار جاهل”.

الحمق الآتي هذه الأيام من الجهة الشرقية يصعب استساغته، فحكومة الجزائر تمارس صبيانية غير مسبوقة، وهي تتصنع فتوة ليس في محلها، ويبدو أنه كلما حاول المغرب اعتماد لغة الحوار والتأني، فإن جنرالات الجزائر يحاولون أن يثبتوا أن عضلاتهم أقوى.

نفهم أن الجزائر تعيش على أعصابها منذ أشهر طويلة، وبالضبط منذ أن تم افتتاح أولى القنصليات الأجنبية في العيون والداخلة، ونعرف أن أعصاب المسؤولين الجزائريين لم تتحمل اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، ونفهم أن ساكن قصر المرادية أصيب بالأرق بعد القرار الأخير لمجلس الأمن حول الصحراء، لكننا لا نفهم كيف تعتقد الجزائر أنها تملك الحق في جر شعوب المنطقة إلى الحرب، لمجرد أن عسكرها أحسوا أن رضيعهم البوليساريو، أصيب في مقتل خلال السنوات الأخيرة.

كان على الجزائر أن تدرك، منذ أن قررت دعم الفتنة سنوات السبعينيات بدعمها للبوليساريو، أن قضية الصحراء بالنسبة للمغاربة هي قضية حياة أو موت، وأن رهانها على مليشيات مسلحة هو رهان فارغ، ولن يساهم سوى في جعل الشعوب تؤدي طويلا ثمن هذه الاختيارات الكارثية.

اليوم، تتصنع الجزائر حادثا قالت إنه جرى على الأراضي الموريتانية، بينما الحكومة الموريتانية تنفي ذلك رسميا، ثم تخرج الجزائر ببيان شبيه بعنتريات “غراندايزر” يهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور.

عوض أن تخرج الحكومة الجزائرية ببيانها العنتري، الذي يذكرنا بمسلسلات الفتوة المصرية، كان عليها أن تعود إلى رشدها وتتوقف عن اختلاق الأكاذيب، وتتخلى عن منازعة المغرب في جزء من أراضيه، وتضع يدها في يد جيرانها من أجل مستقبل مزدهر وآمن، عوض ممارسة هذا السلوكات المريضة.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )