فرنسا والجزائر تتجهان لترميم علاقتهما بعد أشهر من الأزمة

المساء اليوم – وكالات:

أكد الرئيسان الجزائري عبد المجيد تبون والفرنسي إيمانويل ماكرون -في اتصال هاتفي، أمس الاثنين- أن العلاقات بين بلديهما عادت إلى طبيعتها بعد أشهر من الأزمة، مع استئناف التعاون في مجال الأمن والهجرة، بحسب بيان مشترك.

وقالت الرئاسة الجزائرية في بيان إن الرئيس تلقى “اتصالا هاتفيا من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أعرب من خلاله عن تمنياته للرئيس تبون والشعب الجزائري بالتوفيق والازدهار بمناسبة عيد الفطر المبارك”.

وأشارت إلى أن الرئيسين تحادثا “بشكل مطول وصريح وودّي حول وضع العلاقات الثنائية والتوترات التي تراكمت الأشهر الأخيرة” في أول اتصال بين الزعيمين منذ يوليوز الماضي في ظل أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين البلدين.

واتفق ماكرون وتبون -خلال المكالمة الهاتفية- على عقد لقاء قريب بينهما، دون تحديد موعد معين.

وجدد الرئيسان رغبتهما في “استئناف الحوار المثمر الذي أرسياه من خلال إعلان الجزائر الصادر في غشت 2022، والذي أفضى إلى تسجيل بوادر هامة تشمل إنشاء اللجنة المشتركة للمؤرخين الفرنسيين والجزائريين، وإعادة رفات شهداء المقاومة والاعتراف بالمسؤولية عن مقتل الشهيدين علي بومنجل والعربي بن مهيدي” وفق البيان.

وأعرب الرئيس الفرنسي عن “ثقته في حكمة وبصيرة الرئيس تبون، ودعاه إلى القيام بـ”لفتة صفح وإنسانية” تجاه الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال الذي قضت محكمة جزائرية بسجنه 5 سنوات”، بعد أن صرح في حوار صحفي أن فرنسا اقتطعت أجزاء واسعة من المغرب وألحقتها بالجزائر خلال فترة الحماية، وهي المناطق التي تعرف اليوم باسم الصحراء الشرقية.

وتحدث البيان عن أهمية “العودة إلى حوار متكافئ بين البلدين باعتبارهما شريكين وفاعلين رئيسيين في أوروبا وأفريقيا، مُلتزمين تمام الالتزام بالشرعية الدولية وبالمقاصد والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة”.

واتفق تبون وماكرون بحسب الرئاسة الجزائرية، على “العمل سويا بشكل وثيق وبروح الصداقة هذه بُغية إضفاء طموح جديد على هذه العلاقة الثنائية بما يكفل التعامل مع مختلف جوانبها ويسمح لها بتحقيق النجاعة والنتائج المنتظرة منها”.

كما اتفق الرئيسان على “استئناف التعاون الأمني بين البلدين بشكل فوري” مؤكدين “ضرورة الاستئناف الفوري للتعاون في مجال الهجرة بشكل موثوق وسلس وفعّال، بما يُتيح مُعالجة جميع جوانب حركة الأشخاص بين البلدين وفقا لنهج قائم على تحقيق نتائج تستجيب لانشغالات كلا البلدين”.

وللمضي في تحسين العلاقات، سيزور وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الجزائر في السادس من أبريل “من أجل الإسراع في إضفاء الطابع الطموح الذي يرغب قائدا البلدين في منحه للعلاقة”.

وانتكست العلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا بعدما أعلنت باريس في يوليوز 2024 دعمها لخطة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية التي حررها المغرب من الاستعمار الإسباني سنة 1975 وتحاول الجزائر جعلها منطقة منفصلة عن المغرب عبر دعم مليشيات البوليساريو بالمال والسلاح.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )