المساء اليوم - الرباط: بدأت منذ الآن عملية تقسيم كعكة البرامج الرياضية على المحظوظين والمقربين في أفق تنظيم المغرب لكأس إفريقيا للأمم ومونديال 2030. ولأن المغرب مقبل على أحداث رياضية كبرى في قادم الأشهر والسنوات، فإن المشهد الإعلامي العام، والرياضي بشكل خاص، مقبل على تحديات كبيرة، خصوصا الإعلام العمومي، غير أن هذه التحديات يبدو أنها ستكون خاسرة لسبب تطبيق مبدأ الريع الإعلامي. وبدأت علامات خسارة الرهان منذ الآن، حيث بدأت القنوات العمومية، من إذاعات وتلفزيون، في توزيع ريع البرامج الرياضية على المحظوظين، الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف. وأصبحت قناة "الرياضية" القناة الأكثر إثارة للجدل بسبب خلقها لبرامج رياضية بلا هدف، اللهم إرضاء من يطلبها، وهي سابقة ستكون لها تداعيات خطيرة على المشهد الإعلامي الرياضي المغربي. ويتساءل متابعون كيف يمكن لإدارة قناة "الرياضية" أن تسمح بتناسل برامج لا جديد فيها على الإطلاق، وتكرر برامج سابقة في الرداءة والملل. وتكتفي هذه البرامج بمقدم ثرثار عادة ما يكرر ما يقوله سابقوه، ويستضيف من يسمون أنفسهم محللين رياضيين، يستمرون في الثرثرة من بداية الحلقة إلى نهايتها، وفي النهاية يتم توزيع "الكاشيات" بسخاء كبير، بغض النظر عن "الكاشيات" البعيدة عن الكاميرات. وهناك ملاحظة أخرى وهي أن هذه البرامج توقع على فشلها منذ الحلقة الأولى، وهو ما يفترض توقيفها، أو على الأقل بذل مجهود أكبر من أجل تطويرها، غير أنها تستمر على نفس المنوال. كما أن عددا من مقدمي هذه البرامج التلفزيونية تنفر من وجوههم الكاميرات، وأسوأ البرامج هي التي يمكن للكاميرا أن تكره مقدميها. ويضاف إلى النكبة العامة لهذه البرامج جيش من المعلقين الرياضيين، الذين تصلح أصواتهم لكل شيء، إلا للتعليق، أو "التشعليق"، حسب طبيعة نطقهم الكارثي. وإلى حدود الساعة فإنه لا يبدو في الأفق أي أمل على كون إدارة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون ستعيد النظر في تدبيرها الكارثي لهذه المرحلة المهمة التي يفترض أن تسير التظاهرات الرياضية المتطورة بتواز مع إعلام متطور. غير أن ما هو ثابت حتى الآن هو أن التخلف الإعلامي سيلحق الكثير من الضرر بصورة المغرب وسط منطق "باك صاحبي" و"الكاشيات" السرية والعلنية.